كشفت مصادر مطلعة في العاصمة المحتلة صنعاء أن أوساط قيادة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تشهد حالة غير مسبوقة من الهلع والارتباك، وذلك في أعقاب التقارير المتلاحقة التي تؤكد نجاح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في تنفيذ اختراقات أمنية عميقة داخل إيران.
وأفادت المصادر أن هذا التطور أثار موجة قلق واسعة بين الصفوف القيادية الحوثية، خاصة بعد الكشف عن تورط عناصر أمنية إيرانية رفيعة، بعضها تُشرف على تدريب وتأهيل أجهزة الحوثيين الأمنية، في تسريبات ومعلومات يُعتقد أنها وصلت إلى تل أبيب وأسهمت في تنفيذ عمليات نوعية استهدفت مواقع وقادة بارزين داخل الأراضي الإيرانية.
وأوضحت المصادر أن قادة حوثيين بارزين، بينهم مهدي المشاط وأبو علي الحاكم، يعيشون حالة من القلق الشديد وسط تصاعد الشكوك والاتهامات المتبادلة داخل دوائر الجماعة، في ظل مخاوف من أن تكون المعلومات التنظيمية والأمنية الحساسة قد أصبحت مكشوفة أمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وأكدت المصادر أن حجم الاختراق الإسرائيلي في إيران، والذي مكّن الموساد من تصفية علماء ذرة وقادة بالحرس الثوري الإيراني، أثار تساؤلات خطيرة داخل الجماعة، حول مدى اختراق المنظومة الحوثية نفسها، التي تأسست على النمط الإيراني وتدار من قبل خبراء ومستشارين قادمين من طهران.
وتشير المعلومات إلى أن الجماعة تحاول التستر على هذه الهواجس المتصاعدة، من خلال ضخ أخبار دعائية تتحدث عن "الرد الإيراني" على إسرائيل، وذلك في محاولة يائسة لرفع معنويات أتباعها، في حين أن الواقع الأمني داخل الجماعة يوصف بـ"الهش"، وسط خشية من عمليات تصفية أو اختراق مماثلة في الداخل اليمني.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير استخباراتية بأن قيادات إيرانية هددت مؤخراً بوقف الدعم لميليشيا الحوثي أو حتى تصفية زعيمها عبدالملك الحوثي، في حال تورطت الجماعة في إطلاق صواريخ إيرانية الصنع على تل أبيب بشكل غير منسق، وهو ما فاقم من شعور الجماعة بالعزلة والارتياب.
وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه الجماعة الحوثية مرحلة حساسة من الانكشاف الأمني، مع تصاعد الضغوط الشعبية والدولية، وتزايد الشكوك حول قدرة هذه الجماعة على الحفاظ على تماسكها الداخلي، في ظل تصدّع الثقة بين قياداتها وأذرعها الأمنية، وتنامي الخوف من اختراقات قد تضعفها من الداخل.