اجتاحت مديرية المعلا في العاصمة عدن، اليوم السبت، تظاهرة نسوية غاضبة شاركت فيها عشرات الناشطات والنساء من مختلف شرائح المجتمع، في مشهد تحدي غير مسبوق لواقع الانهيار المعيشي والخدمي، الذي بات يخنق السكان دون أي بوادر للحل.
ورفعت المشاركات لافتات جريئة وشعارات غاضبة نددت بانهيار خدمات الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، وانعدام الرعاية الصحية والتعليمية، متهمات السلطات المحلية والحكومة بالتقاعس والتجاهل المتعمد لمعاناة المواطنين.
وشددت المتظاهرات على أن الحياة في عدن أصبحت "لا تُطاق"، مشيرات إلى أن وعود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لا تزال حبرًا على ورق، بينما الغلاء والانقطاع والعجز يلتهم يوميات المواطن البسيط.
وبحسب مصادر محلية، تأتي هذه التظاهرة النسوية امتدادًا لحراك متصاعد بدأ منذ أسابيع، وشهد في وقت سابق محاولات قمع واعتقال قامت بها قوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في محاولة يائسة لإسكات صوت الشارع.
وأكدت ناشطات أن صوتهن اليوم لا يمثل فقط المرأة في عدن، بل يصرخ باسم كل أسرة أرهقها الجوع، وأضناها انقطاع الكهرباء، وجفّت في منزلها صنابير المياه، موضحات أن التصعيد السلمي سيتواصل حتى تستعيد المدينة كرامتها وخدماتها وأدنى حقوق أبنائها.
وتعيش عدن على وقع أزمات مركّبة، أبرزها تدهور مريع في الخدمات الأساسية، وعجز السلطات عن إيجاد حلول حقيقية، ما دفع الشارع إلى كسر جدار الصمت، والعودة إلى ساحات الغضب من جديد.