مع تزايد حالة التدهور المريع في منظومة العدالة داخل مناطق سيطرة الحوثيين، أقدم المواطن "يوسف حمود السوادي" على ارتكاب جريمة جديدة بحق أسرته، عندما فتح النار على شقيقه الأكبر يونس السوادي وسط سوق العند في محافظة صعدة معقل الحوثيين الرئيسي، إثر خلاف مالي لا تتجاوز قيمته 65 ألف ريال يمني.
وأوضحت مصادر محلية، بأن الجريمة وقعت خلال مشادة كلامية بين الشقيقين انتهت بمقتل يونس على الفور، في حادثة هزّت المنطقة وأثارت موجة غضب بين المواطنين الذين وصفوا ما جرى بأنه "نتيجة مباشرة لغياب القانون وهيمنة النفوذ على حساب العدالة".
المفجع في القصة – بحسب روايات موثوقة – أن القاتل سبق أن قتل والده قبل سنوات، إلا أن تدخّل قيادي حوثي نافذ حال دون محاسبته، حيث جرى إطلاق سراحه بعد فترة قصيرة، مقابل العمل القسري في مزرعة تابعة لذلك القيادي، في مشهد يعكس استغلال القانون وتحويل بعض المعتقلين إلى "خدم شخصيين" في خدمة السلطة لا العدالة.
ينحدر الضحية يونس من منطقة الأهنوم بمحافظة عمران، وكان يعمل في تجارة المواد الغذائية بمدينة صعدة، بينما يقيم شقيقه القاتل يوسف في مديرية كتاف وادي العليب، ويعمل في الزراعة.
وتأتي هذه الجريمة في وقت تتصاعد فيه حالات العنف الأسري والجرائم الجنائية بمناطق الحوثيين، في ظل ما يصفه مراقبون بـ"انهيار كامل لمفهوم الردع العام"، حيث يتدخل قادة الجماعة لإفلات القتلة من العقاب، أو تسخيرهم في أعمال خاصة خارج إطار القانون.