فجّر القيادي الحوثي حمود شرف الدين موجة غضب عارمة في الأوساط اليمنية، بعد منشور صادم على صفحته في فيسبوك، زعم فيه أن "الله اختاره ليكون هاشميًا"، وأن على اليمنيين طاعته العمياء باعتباره من "أولي الأمر" الذين يجب طاعتهم بنص القرآن – حسب زعمه.
وقال شرف الدين، في منشور ينضح بالعنصرية السلالية: "أقسم بالله لو كنت قبيلي لأجعل الهاشمي فوق رأسي وأطيعه طاعة عمياء... الله اختارني أن أكون هاشميًا، وهذا فضل من الله... وأنا مأمور بطاعته وأنتم مأمورون بطاعتي، كما قال الله: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
تصريح شرف الدين أعاد إلى السطح العقيدة العنصرية الحوثية التي تقوم على التفوق السلالي والحق الإلهي بالحكم، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة ورفضًا شعبيًا واسعًا لهذا الخطاب.
النائب عبدالرحمن معزب علّق قائلًا: "إنها الحرب، إما نتحرر وإما نعيش نحن وأولادنا عبيدًا. هل لدى أحدكم خيار آخر؟".
فيما وصف الكاتب هزاع البيل تلك التصريحات بأنها:
"عنصرية مقيتة غبية... هؤلاء لصوص وقطاع طرق لا يملكون ما يقدمونه، فيلجأون إلى خزعبلات السلالة والنسب".
الصحفي عماد جسار هاجم الخطاب الحوثي قائلًا: "يرون أنفسهم أسيادًا، واليمني مجرد زنبيل وعبد، مشروعهم عنصري لاستعباد الشعب تحت راية النسب".
وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من المواقف المهينة التي عبّر فيها قادة الحوثي عن خضوعهم لرموز خارجية، كان آخرها مقطع فيديو يظهر حمود شرف الدين يتوسل لتقبيل يد أحد مرافقي حسن نصر الله في لبنان، وهو ما وصفه يمنيون بمشهد "العبودية السياسية".
كما ظهر قادة الجماعة في جنازة نجل حسن نصر الله وهم يُبدون خنوعًا لفتاة لبنانية، قالوا عنها إنها "تاج على رؤوسهم ورأس زعيمهم عبدالملك الحوثي"، في موقف يُظهر مدى الولاء والانبطاح المهين للخارج، مقابل تعالٍ واستعباد لشعبهم داخل اليمن.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تكشف بوضوح البنية الفكرية العنصرية التي تُبنى عليها سلطة الحوثيين، والغاية منها تبرير القمع والهيمنة تحت عباءة "الحق الإلهي".