حذر السياسي اليمني البارز الدكتور عبدالقادر الخراز من ما وصفها بـ"خرافة السلام الزائف" التي تُسوّق لليمنيين في المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن خلف واجهات المؤتمرات والبرامج التدريبية تُدار مؤامرات لتمكين نخبة جديدة وإعادة تدوير أدوات الحرب، تحت مظلّة مزعومة للمصالحة الوطنية.
وفي منشور ناري رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع إكس، تساءل الخراز عن طبيعة الصفقات التي تُعقد تحت لافتة "السلام"، قائلًا: "أي سلام يُصاغ في العتمة، وأي وطن يُبنى بقرارات مختطَفة من الشعب؟"، مؤكداً أن ما يحدث في الكواليس ليس سوى صناعة لوهم جديد لا علاقة له بإرادة اليمنيين ولا بعدالة التاريخ.
وأضاف: "نقولها لمن يخطط في الظل: استمروا في الإخفاء، فالأقنعة ستسقط، وستُفضَح الخيوط التي تربط الغرف المغلقة بمآسي الناس. لا سلام يُولد من كواليس التآمر، بل من إرادة الناس وعدالة التاريخ."
وخصّ الخراز بالتحذير أولئك الذين يسافرون من مأرب إلى عواصم عربية تحت مسميات "برامج تدريبية"، لافتًا إلى أن هناك محاولات لإعادة إنتاج النموذج الرواندي في اليمن، لكن بطريقة مشوهة تهدف لتمكين فئات بعينها على حساب معاناة الضحايا.
وقال الخراز: "رواندا لم تنهض عبر التسويات الهشة، بل من خلال عدالة جذرية ومحاسبة صادمة لكل من تورّط في الدم. من الخطير أن يُستغل هذا النموذج كمظلّة لتلميع وجوه الحرب ومنحهم عباءة المصالحة".
وشدد الخراز في ختام منشوره على أن "الذاكرة لا تُشترى، والعدالة لا تُؤجَّل، والتاريخ لا يُزوَّر"، في إشارة إلى رفضه القاطع لأي مشاريع سلام لا تقوم على أسس العدالة والشفافية والمساءلة.