آخر تحديث :الأحد-08 يونيو 2025-12:43ص
اخبار وتقارير

وباء قاتل يضرب صنعاء في ذروة العيد.. بدء تسجيل حالات وفاة والبعض مات قبل وصوله المشافي

وباء قاتل يضرب صنعاء في ذروة العيد.. بدء تسجيل حالات وفاة والبعض مات قبل وصوله المشافي
السبت - 07 يونيو 2025 - 10:04 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

تشهد العاصمة المحتلة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، كارثة صحية متصاعدة نتيجة تفشّي وباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وسط تجاهل رسمي قاتل، وضعف فادح في الاستجابة الطبية، خاصة في القرى والمناطق النائية التي باتت عاجزة حتى عن الحصول على محلول الجفاف، في الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون أجواء عيد الأضحى المبارك.

مصادر طبية ومجتمعية محلية أكدت تسجيل حالات وفاة لعدد من الأطفال والنساء خلال الأيام الماضية، بعضهم فارق الحياة قبل أن يصل إلى المرافق الصحية، بسبب التأخر في التبليغ أو التعامل الخاطئ مع الأعراض، التي غالبًا ما تُقلل من خطورتها وتُصنف شعبيًا بـ"برد المعدة" رغم أنها مؤشرات مبكرة على الإصابة بالكوليرا.

وأوضحت المصادر أن العديد من المصابين لم يتلقوا العلاج المناسب في الوقت المناسب، بسبب غياب التوعية الصحية وافتقار الأسر لأبسط المعلومات الطبية، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات خطيرة وانتهى بموت عدد من الضحايا، خاصة من الأطفال دون سن العاشرة.

مع تفاقم الأوضاع، لجأ عدد من الأطباء العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية بصنعاء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق نداءات استغاثة، محذرين من "كارثة صحية قد تخرج عن السيطرة"، في ظل الاكتظاظ الشديد، ونفاد الأدوية، وافتقار المستشفيات للأمصال والمحاليل الوريدية الأساسية.

وأكد الأطباء أن أغلب المصابين يصلون في حالات متأخرة من الجفاف الحاد، ويعانون من أعراض خطيرة تشمل الخمول، جفاف الفم، فقدان التبول، برودة الأطراف، وتغيّر الحالة الذهنية، وهي مؤشرات على تدهور الحالة السريرية التي قد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، ما لم يتم التدخل العاجل.

وأشار أطباء متخصصون إلى أن استخدام محاليل غير مناسبة أو وصفات شعبية لعلاج الجفاف قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مشددين على ضرورة توفير محلول "رينجر لاكتات" كعلاج أساسي لحالات الكوليرا، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المحلية على التقييم السليم لدرجات الجفاف.

وفي ظل هذا الواقع المرير، تتصاعد الدعوات من داخل صنعاء لمطالبة المنظمات الدولية والهيئات الصحية المعنية بالتدخل السريع، عبر إرسال فرق طبية متنقلة إلى المناطق المتضررة، وتوفير العلاجات الأساسية، إضافة إلى إطلاق حملات توعوية عاجلة لتثقيف السكان حول مخاطر المرض، وأهمية التعامل الجاد مع الأعراض الأولية.

ما تعيشه صنعاء اليوم ليس مجرد تفشي لمرض موسمي، بل مأساة صحية مكتملة الأركان، تهدد حياة آلاف العائلات، وتحول فرحة العيد إلى أيام من القلق والرعب، في وقت تغيب فيه أجهزة الدولة، وتغلق فيه المؤسسات الصحية أبوابها أمام الفقراء.