في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وبينما كانت الفرحة تُرسم على وجوه الناس، حوّلت رصاصة حوثية غادرة لحظة عيد إلى مأساة تقشعر لها الأبدان، بعدما أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على اغتيال امرأة شابة بدمٍ بارد، في جريمة صادمة هزّت الضمير اليمني وأعادت فتح ملف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين.
الضحية، تقوى محمد قاسم غالب، وهي أمّ لطفلة في العشرينات من عمرها وتنحدر من منطقة شَخَب غربي قعطبة، كانت تزور أهلها في بلدة السيلي جنوب مدينة دمت بمحافظة الضالع، عندما باغتها قناص حوثي بثلاث طلقات اخترقت صدرها أمام منزل خالها، لتسقط شهيدة في لحظة عائلية كان يُفترض أن تملؤها السعادة.
وأكدت مصادر محلية أن موقع إطلاق النار يتبع إحدى وحدات القناصة التابعة لمليشيا الحوثي في خلفية جبهة دمت، ما يثبت أن عملية القنص لم تكن عشوائية، بل تمت بتعمد كامل، في منطقة بعيدة عن خطوط الاشتباك، وتحت سيطرة الحوثيين، وهو ما يعكس العقلية الإجرامية لهذه المليشيا التي لا تتورع عن قتل النساء حتى في الأعياد.
ووسط موجة غضب شعبي، حاولت المليشيا التملص من الجريمة بالزعم أنها ألقت القبض على الجاني وأودعته سجن محافظة ذمار، غير أن الأهالي يرون في ذلك مسرحية مكشوفة لتضليل الرأي العام، مؤكدين أن القناص ليس سوى عنصر فاعل في وحدة قتالية حوثية تتحرك بتوجيه مباشر من قياداتها.
هذه الجريمة النكراء تضاف إلى سجل أسود من الانتهاكات الحوثية التي تستهدف المدنيين بلا رادع أو وازع، في تحدٍ صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، ما يستوجب تحركًا عاجلًا من الجهات الحقوقية محليًا ودوليًا لكسر دائرة الإفلات من العقاب.