اندلعت مواجهات عنيفة في محافظة مأرب، بين قوات أمنية تابعة لحزب الإصلاح الإخواني ومسلحين من قبائل عبيدة، في واحدة من أوسع جولات التصعيد التي تشهدها المحافظة منذ سنوات، استخدمت فيها الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، وأدت إلى قطع الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت وتعطيل منشآت نفطية حيوية.
مصادر قبلية أكدت أن شرارة المواجهات اندلعت في مناطق "الضمين" و"الراكة" بوادي عبيدة، بعد قيام ما يُعرف بـ"أمن الطرقات" التابع لحزب الإصلاح باحتجاز شاحنات محمّلة بالرخام، تعود ملكيتها لأبناء القبائل، بذريعة وجود نزاع قبلي على منطقة التنقيب في جبل الحجيلي.
وأوضحت المصادر أن قوات الإصلاح ردّت على القطاع القبلي باستخدام الطيران المسيّر لقصف مواقع رجال القبائل، ما أسفر عن سقوط أكثر من 30 قتيلًا وجريحًا من الطرفين، وإحراق عدد من الآليات العسكرية، فيما أغلق الخط الدولي بالكامل وتوقفت حركة المسافرين وشحن الوقود والغاز من وإلى مأرب، بما في ذلك منشأة صافر.
في تصعيد غير مسبوق، شنّت قوات الإصلاح هجومًا واسعًا على قبائل "آل جلال" و"آل معيلي"، عقب إعلانهم تنفيذ قطاع مسلح لمنع مرور ناقلات المشتقات، ردًا على القصف بالطيران، ما تسبب في شلل شبه كامل للممرات الحيوية شرق البلاد.
ومع اتساع رقعة الاشتباكات، أشارت المعلومات إلى سقوط إدارة أمن مأرب بيد رجال القبائل، فيما استمرت الاشتباكات في مناطق متفرقة، وسط حالة من الاستنفار والتوتر غير المسبوق.
وبينما استخدم "الإخوان" الطيران المسيّر وشنّوا هجمات عسكرية ضد أبناء المنطقة، دخلت وساطة قبلية بقيادة عدد من المشايخ، أبرزهم الشيخ صالح بن علي بن هذال، والشيخ ناجي بن عبدالله طعيمان، والشيخ ناجي بن صالح بن حويل، لاحتواء الأزمة.
الوساطة نجحت مبدئيًا في التوصل إلى تهدئة مشروطة مدتها عشرة أيام، تبدأ من الخميس وتستمر لما بعد عيد الأضحى، بهدف إعطاء فرصة للمفاوضات، بعد أن قدّمت السلطة المحلية سيارة كـ"رمزية وفاء" للقبائل، في مسعى لتهدئة النفوس وإنهاء التصعيد.
وتثير هذه الأحداث تساؤلات حادة حول أداء جماعة حزب الإصلاح في محافظة مأرب، وسط اتهامات متزايدة بتأزيم الوضع الداخلي، وفتح جبهات داخلية على حساب المعركة الأهم ضد الحوثيين الذين تَصدّت لهم القبائل ذاتها في سنوات الحرب الماضية.