يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة مصيرية وحاسمة يوم الخميس الموافق 12 يونيو الجاري، لمناقشة المسار السياسي المتعثر في اليمن، والتصعيد العسكري في البحر الأحمر، والانهيار المتسارع في الأوضاع الإنسانية، وسط تحذيرات أممية من كارثة وشيكة تهدد ملايين المدنيين.
ووفق البرنامج المعلن على الموقع الرسمي لمجلس الأمن، ستبدأ الجلسة بجلسة علنية مفتوحة يقدم فيها كل من هانس غروندبرغ، المبعوث الأممي إلى اليمن، وتوم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إحاطات مفصلة حول آخر التطورات، تتبعها مشاورات مغلقة خلف الأبواب بين أعضاء المجلس لمناقشة الملفات الشائكة والمعقدة.
وستتركز النقاشات، بحسب مصادر دبلوماسية، على سبل احتواء التصعيد العسكري في الداخل اليمني وعلى امتداد البحر الأحمر، ومناقشة الآليات الممكنة لإعادة تنشيط العملية السياسية المتوقفة، مع محاولة البناء على اتفاق التهدئة غير المعلن بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي الإرهابية، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهيئة الأرضية لتسوية سياسية دائمة.
كما سيولي المجلس اهتمامًا خاصًا لـ الانهيار غير المسبوق في التمويل الإنساني لليمن، إذ لم يتجاوز الدعم المقدم حتى اللحظة 10% فقط من خطة الاستجابة لهذا العام، ما يعرض ملايين اليمنيين لخطر المجاعة والأوبئة وانعدام الرعاية الصحية والتعليم، بحسب ما أكده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وكان المسؤول الأممي توم فليتشر قد دق ناقوس الخطر في تقارير سابقة، محذرًا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، وتفشي الكوليرا، وانتشار الألغام، وتدهور الخدمات الأساسية، في ظل تصاعد القتال وغياب التمويل، مؤكدًا أن "الوقت ينفد أمام إنقاذ الأرواح".
وتأتي هذه الجلسة وسط تصاعد التوتر الإقليمي، واستمرار حالة الجمود السياسي في الداخل اليمني، ما يجعلها واحدة من أهم وأخطر الجلسات المتعلقة بالملف اليمني منذ سنوات، وقد تحدد نتائجها شكل المرحلة المقبلة سواء نحو التهدئة أو الانفجار.