واقعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم المنظمة بحق الذاكرة الحضارية لليمن، كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن استعداد مركز أثري إسرائيلي في تل أبيب لعرض قطع نادرة من آثار اليمن القديم للبيع العلني في مزاد عالمي يُقام في أكتوبر القادم، عبر منصة "بيدسبريت" الإلكترونية المتخصصة في بيع التحف والمقتنيات الأثرية.
المزاد الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي المعروف روبرت دويتش، سيُقام يومي الثامن والتاسع من أكتوبر المقبل، ويشمل مقتنيات تعود لتاجر المجوهرات الشهير وجامع الآثار اليهودي شلومو موساييف، الذي جمع خلال حياته ما يزيد عن 60 ألف قطعة أثرية، بينها مئات من آثار اليمن الفريدة.
وبحسب محسن، فإن من بين المعروضات قطعاً أثرية نادرة تعود لحضارات اليمن القديم، تم الحصول عليها بطرق غير شرعية، في ظل مزاعم من القائمين على المزاد بأنها "اكتُشفت خارج اليمن"، وهي رواية وصفها الباحث بأنها "افتراء لا يسنده أي دليل علمي أو أثري"، مشيراً إلى أن معظم هذه القطع خرجت من اليمن بفعل التهريب المنظم.
وأكد الباحث أن المزاد المزمع ليس الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة مزادات تُعقد منذ أكثر من 40 عاماً في المركز الأثري الإسرائيلي، حيث تباع آثار من اليمن ودول عربية أخرى على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، دون أي تحرك جاد لإيقاف هذا العبث الممنهج بالإرث العربي.
وتعاني اليمن منذ عقود من عمليات نهب منظم وتدمير متعمد لمواقعها الأثرية، تفاقمت حدّتها مع اشتعال الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، حيث تحوّلت المدن التاريخية إلى مواقع مفتوحة للتنقيب العشوائي، والتهريب إلى الأسواق السوداء الدولية، لتستقر في النهاية على طاولات المزادات العالمية.