رسائل حاسمة وتوجيهات غير مسبوقة، أثناء ترأس الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا استثنائيًا للحكومة في قصر معاشيق بالعاصمة عدن، مؤذنًا بمرحلة جديدة عنوانها "الاعتماد على النفس... أو الانهيار".
"هذه لحظة مكاشفة لا مجاملة"، قالها الرئيس العليمي مخاطبًا رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك وأعضاء حكومته، مؤكدًا أن البلاد تقف على مفترق طرق بين دولة تنهض، ولا دولة تنهار. وأضاف: "شعبنا لم يعد يحتمل مزيدًا من الوعود، نريد حكومة أفعال، لا أقوال".
ودعا العليمي إلى جعل عدن مركز الثقل في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعافي الاقتصاد والخدمات، مؤكدًا أن صمود الدولة منذ استهداف المنشآت النفطية عام 2022 لم يكن ليتحقق لولا دعم الأشقاء في السعودية والإمارات، لكنه شدد على أن الوقت قد حان لبناء نموذج تنموي مستقل في المحافظات المحررة.
توجيهات صارمة للوزراء:
تعزيز وجود الحكومة في الداخل كشرط للثقة والرقابة.
ضبط الإيرادات العامة وتوجيهها نحو الرواتب والخدمات.
إطلاق خطة تقشف واقعية وإقرار موازنة شاملة.
دعم استقلالية البنك المركزي ومكافحة الفساد بفعالية.
تمكين القطاع الخاص من قيادة التنمية وتوفير فرص العمل.
العليمي لم يكتفي بالتوجيهات الاقتصادية، بل أرسل رسائل سياسية وأمنية حادة، مؤكدًا أن "معركة الخلاص من المليشيا لا تراجع عنها، وأن السلام الحقيقي يبدأ من تنفيذ القرار 2216 ونزع سلاح المليشيات".
وأشاد بالرابضين في ميادين الشرف من أفراد القوات المسلحة والأمن، داعيًا لرعايتهم وإنصافهم، كما وجه بإنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، وبتعزيز حضور المرأة والشباب في مؤسسات الدولة.
بن بريك يتعهد: حكومة واحدة.. لا مكان للمصالح الضيقة
من جهته، ألقى رئيس الوزراء سالم بن بريك كلمة أكد فيها أن الحكومة ستتخذ من توجيهات العليمي خارطة طريق عاجلة، متعهدًا بالتصدي للتدهور الاقتصادي والخدمي، والبدء بإصلاحات جذرية في المؤسسات، ومواجهة الفساد، والاعتماد على الإيرادات الذاتية في المحافظات المحررة.
ودعا بن بريك المكونات السياسية والإعلاميين إلى دعم الحكومة في معركتها الوطنية، مؤكدًا أن الرهان الآن على العمل الجماعي لا المزايدات، وأن الحكومة ستظل متمسكة بخيار السلام، ولكن من موقع القوة.
رسالة إلى الخارج: دعم اليمن استثمار في أمن المنطقة والعالم
وفي ختام الاجتماع، وجهت القيادة اليمنية رسالة واضحة للشركاء الإقليميين والدوليين: "ساعدونا لنساعد أنفسنا.. اليمن شريك جدير بالثقة ومصدر استقرار لا مصدر تهديد".