جرفت السيول العنيفة التي اجتاحت محافظة إب، وسط اليمن، اليوم الاثنين، سيارة تاجر ذهب معروف كان في طريقه من عزاء والدته، لتطويه مياه الأمطار الغزيرة بعد يوم واحد فقط من وداعها، وسط ذهول الأهالي وعجز تام لأجهزة "الدفاع المدني" الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية إن السيارة التي كان يقودها التاجر أمين العواضي، ومعه عدد من أفراد أسرته، تعرضت للانجراف المفاجئ عصر اليوم الاثنين، أثناء مرورها من منطقة "السبل" قرب القصر الملكي غرب مدينة إب، حيث تحوّلت الشوارع إلى مجاري جارفة بفعل غزارة الأمطار، دون أي احتياطات أو تصريف مائي.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل، لحظات مرعبة لغرق السيارة بالكامل، وسط صرخات الأهالي ومحاولاتهم اليائسة للإنقاذ، في ظل غياب تام لأي تدخل من الجهات المعنية.
وأكدت المصادر أن العواضي فارق الحياة غرقًا، بينما نُقل آخرون من أفراد عائلته إلى المستشفى بعد إصابات متفاوتة، في عملية إنقاذ قادها المواطنون بوسائل بدائية دون دعم رسمي.
الضحية كان يعيش صدمة رحيل والدته قبل 24 ساعة فقط، وكان عائدًا من صالة العزاء حين باغتته السيول. ليكتب القدر سطره الأخير في حياته بهذه الصورة المروعة التي كشفت هشاشة البنية التحتية وغياب دور السلطات الحوثية في تأمين أرواح الناس.
وتُعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة مآسٍ تضرب محافظة إب منذ بداية موسم الأمطار، حيث سُجلت أكثر من 16 وفاة وإصابة بسبب السيول، وانهيار المنازل، والصواعق، والغرق في برك مكشوفة وآبار، وسط استمرار الإهمال الممنهج من سلطات الأمر الواقع في حماية السكان.