في مشهد أقرب إلى أفلام الجريمة المدبرة، وثّق مواطنون بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة المحتلة صنعاء، لحظة هروب مثير لخمسة سجناء من السجن المركزي، بينهم محكومون بالإعدام في قضية اغتيال قيادي أمني بارز، وذلك في وضح النهار، وبمساعدة مباشرة من داخل السجن، وسط ذهول وسخرية الشارع المحلي.
الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، يُظهر السجناء وهم يتسلقون جدار السجن باستخدام حبال بدائية، قبل أن يقفزوا إلى الخارج حيث كانت بانتظارهم سيارة صالون "كروزر" تقل مسلحين، ما أثار موجة استنكار وغضب شعبي واسع، واتهامات مباشرة لأجهزة أمن جماعة الحوثي بالتورط في تهريب القتلة.
مصادر محلية أكدت أن الفارين متهمون بقتل مدير أمن مديرية ضوران آنس، قيس ناجي البخيتي (أبو شهاب)، في سبتمبر 2022، وهم:
عمر علي حسن الأسدي (نائب مدير أمن سابق بالجماعة)
بدران علي الأسدي (شقيقه)
عبده سيف النجار
عبده ناصر القادري
ابراهيم ناصر احمد الرداعي
وتداول الأهالي معلومات تفيد بتورط قيادات حوثية أمنية نافذة، في مقدمتهم مدير أمن محافظة ذمار محمد غالب المهدي، ومدير السجن المركزي أحمد عبدالله الشرفي، بتنسيق عملية التهريب ضمن تصفية حسابات داخلية وصراع الأجنحة المتفاقم داخل الجماعة.
الناشطون لم يخفوا سخطهم، مؤكدين أن ما جرى لا يمكن أن يحدث دون تواطؤ متكامل من داخل السجن، متسائلين: "أين كاميرات المراقبة؟ كيف خرجوا من عنابرهم؟ من نسّق وجود السيارة المسلحة؟ ولماذا لم يتم إطلاق رصاصة واحدة لمنعهم؟".
المثير أن المليشيات الحوثية لم تُصدر أي بيان رسمي حتى اللحظة، واكتفت بالتكتم على الفضيحة، وسط أنباء عن غضب عارم في أوساط أسر الضحايا ومطالبات بتحقيق محايد يكشف خفايا الجريمة.
هروب مدبّر أم إفلاس أمني؟
ما حدث في ذمار ليس مجرد فرار من سجن، بل فضيحة أمنية مدوية تضع المليشيا الحوثية أمام تساؤلات خطيرة حول استخدام القضاء والسجون لخدمة صراعاتها البينية، وتؤكد مجددًا أن الداخل الحوثي ينخره الفساد والانقسامات.
