تشهد جبهات الساحل الغربي تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا مع وصول أرتال حوثية مدججة بالعتاد والمسلحين إلى تخوم مديرية حيس جنوب الحديدة، في محاولة واضحة من ميليشيا الحوثي الإرهابية لافتتاح جبهة قتال جديدة وتوسيع دائرة الاشتباكات في هذه المنطقة الحيوية.
مصادر ميدانية أفادت بوصول عشرات المركبات المحملة بالمسلحين والعتاد إلى المرتفعات الجبلية خلف سوق الحرية في شرعب الرونة غرب تعز، حيث تمركزت عناصر الحوثي في مناطق نائية غير عسكرية سابقًا، في تحرك يُظهر نية الجماعة لتعزيز تواجدها في خط التماس مع القوات الحكومية.
هذه المرتفعات ذات الأهمية الاستراتيجية تتيح للحوثيين مراقبة واسعة النطاق على الساحل الغربي، ما يمنحهم تفوقًا تكتيكيًا مع صعوبة استهدافهم بسبب التضاريس الوعرة وبُعدها عن التجمعات السكانية.
يأتي هذا التحشيد بالتزامن مع اشتباكات عنيفة شهدتها جبهات البرح وحيس والجراحي، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وسط توقعات بتصعيد وتوسع رقعة المواجهات.
مراقبون عسكريون يؤكدون أن الحوثي يسعى من وراء هذا التصعيد إلى اختبار دفاعات القوات المشتركة، وإرباك خطوط التماس، فضلاً عن محاولة التأثير على الملاحة في البحر الأحمر، وفرض وقائع جديدة لتعزيز موقفه التفاوضي.
القوات المشتركة رفعت حالة الاستنفار، مؤكدة جاهزيتها للرد على أي هجوم مباغت، في ظل تحذيرات من هجمات أو تسلل محتمل يستهدف مواقع حيوية في الساحل.
في ظل استمرار خروقات الحوثيين لاتفاق ستوكهولم، وتكرار القصف والاعتداءات، تتفاقم معاناة المدنيين وتتعرض البنية التحتية لأضرار بالغة، ما يجعل المشهد في الساحل الغربي على حافة انفجار أوسع وأخطر.