أعلنت قبائل دهم، كبرى قبائل محافظة الجوف، اليوم الأحد، عن تشكيل "حلف قبلي موحّد"، هدفه كنس مليشيا الحوثي الإرهابية من أرض الجوف، واستعادة السيادة القبلية التي حاولت الجماعة تمزيقها بالفتن والخلافات المفتعلة.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر عام حاشد، جمع كبار مشايخ القبائل وشخصيات اجتماعية بارزة من مختلف مناطق الجوف، ليشكّل أول خطوة عملية نحو توحيد الجبهة القبلية في مواجهة المليشيا المدعومة من إيران، والتي عبثت بالمحافظة ومزّقت نسيجها الاجتماعي خلال السنوات الماضية.
وأكد المجتمعون أن اللحظة تتطلب تجاوز كل الخلافات القبلية والمناطقية، وتوحيد الكلمة والصف في مواجهة الحوثي، الذي اتخذ من سياسة "فرّق تسد" سلاحًا لبث الفوضى، وتأجيج الصراعات بين أبناء القبيلة الواحدة.
وأدان الحلف بشدة دور المليشيا في تأجيج النزاع المسلح بين قبيلتي "ذو محمد" و"ذو حسين" في مديرية خب والشعف، ضمن مخطط يهدف لتشتيت القبائل وإضعافها، بالتوازي مع تنفيذ حملة تهجير قسري بحق عشرات الأسر في مديرية برط المراشي، والسيطرة على أراضيهم بالقوة.
وأكد مصدر قبلي أن الوساطة التي قادها مشايخ دهم نجحت في إخماد نار الفتنة بين القبيلتين، وهو ما شكّل مقدمة ضرورية لتأسيس الحلف الجديد، الذي يفتح الباب أمام اصطفاف قبلي واسع لتحرير المحافظة من أيدي المليشيات.
كما دعا الحلف إلى توسيع قنوات التواصل مع أبناء القبائل في مناطق سيطرة الحوثيين، وكشف حقيقة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها المليشيا، والوقوف ضد محاولات تفكيك البنية الاجتماعية المتماسكة.
ويرى مراقبون أن تشكيل الحلف القَبلي يمثّل تحولًا استراتيجيًا في معادلة الصراع، ويعيد الزخم الشعبي والقبلي إلى مشهد المواجهة ضد الحوثيين، في واحدة من أهم المحافظات اليمنية من حيث الموقع والثقل السكاني.