تصعيد جديد يعكس قمة الوقاحة الحوثية، أصدرت مليشيا الحوثي بيانًا يطالب الحكومة الشرعية في العاصمة عدن بقبول تذاكر الطيران الصادرة من مكتب صنعاء – التابع للجماعة – رغم انفصال الإدارة المالية والفنية لشركة الخطوط الجوية اليمنية منذ العام الماضي.
البيان الحوثي الذي حمل تهديدًا مبطنًا، اعتبر رفض مكتب عدن قبول التذاكر القادمة من صنعاء "تصعيدًا غير مبرر" ضد المدنيين، زاعمًا أن التذاكر التي يصدرونها من صنعاء ملزمة قانونًا ويجب احترامها حتى من قبل حكومة لا يعترفون بشرعيتها أصلاً.
وبحسب نص البيان، الذي حمل توقيع ما تُسمى بـ"الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد – صنعاء"، فإن ميليشيا الحوثي هاجمت قرار "اليمنية – عدن" منع التعامل مع التذاكر الصادرة من صنعاء، مطالبة بالتراجع عنه فورًا، ومهددة بتحركات لم تسمّها إن لم يتم الامتثال لأوامرها.
لكن اللافت أن الحوثيين يطالبون الحكومة في عدن بتشغيل الطائرات لخدمة ركاب حجزوا ودفعوا رسوم في صنعاء، في وقت ما تزال فيه الجماعة تحتجز أصول الشركة مع التفريط بأربع من طائراتها في القصف الإسرائيلي، وترفض تحويل الإيرادات المجمدة لديها منذ سنوات.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء السياسيون انفجروا غضبًا وسخرية من هذا الطلب، واصفين إياه بـ"البلطجة الرسمية" و"القرصنة الجوية" و"وقاحة بلا حدود".
الناشط فتاح المحرمي قال في منشور له:"بعد أن اختطفوا الطائرات، ونهبوا الإيرادات، الآن يطالبون بتسفير ركابهم مجانًا من عدن... إنها بلطجة مكشوفة وتَمادٍ غير مسبوق".
أما الإعلامي أحمد باشا، فشبّه الموقف بالمثل الشعبي: "اشتي لحمة من كبشي واشتي كبشي يمشي"، في إشارة إلى مطالبة الحوثيين بالاستفادة من خدمات الشرعية دون تقديم أي مقابل، رغم تدميرهم لطائرات الشركة.
المصور عبدالله حيدرة علق قائلاً: "يسحبوا فلوس التذاكر في صنعاء، ويرسلوا الركاب لعدن يسافروا ببلاش... ومطار عدن ياكل بصل أحمر!".
وأما عبدالوهاب نعمان فكتب: "معاكم أربع طائرات قرحت جو، خلاص! اشتروا طائرات أو سلموا الأمر.. وين فلوس التذاكر؟ رجّعوها!".
رد شركة اليمنية في عدن جاء حازمًا، إذ أصدرت تعميمًا رسميًا يقضي بعدم قبول التذاكر الصادرة من مكتب صنعاء، وهددت بمساءلة أي موظف يخالف القرار، في خطوة اعتبرها كثيرون ضرورية للحفاظ على سيادة إدارة الطيران الوطني من عبث الميليشيا.
خلاصة الموقف الشعبي: الحوثي لا يريد فقط السيطرة على الأرض، بل يريد أيضًا مصادرة الأجواء، والركوب على ظهر شركة لا يملكها، وفرض سلطته المالية عبر تذاكر مدفوعة في صنعاء، بينما تسير الطائرات من مطارات الشرعية.. مجانًا.