تأكيدا على عمق التنسيق الخفي بين طهران وأذرعها المسلحة في اليمن، كشفت منصة تعقب الجريمة المنظمة وغسيل الأموال التابعة لمركز PTO Yemen، في تقرير حديث صادر يوم الخميس، عن شبكة معقدة تديرها إيران بالتعاون مع مليشيا الحوثي الإرهابية، بهدف التحايل على العقوبات الأمريكية والدولية، عبر أدوات مالية وتجارية سرية في دول مختلفة.
وبحسب الوثائق الحصرية التي حصلت عليها المنصة، فإن ما يسمى "السفير الإيراني" في صنعاء، علي رضائي، يشرف شخصيًا على هذه الآلية التي وُصفت بـ"المتكاملة"، بالتعاون مع مسؤولين كبار من الجانبين الإيراني والحوثي، أبرزهم وزير التجارة الإيراني عباس علي آيادي، وفريق فني من وزارته، يقابله في الجانب الحوثي وكيل جهاز الأمن والمخابرات للقطاع الاقتصادي، ونائب وزير التجارة الحوثي محمد قطران، إضافة إلى المدعو أيمن الخلقي.
وتكشف الوثائق عن استراتيجية محكمة وضعها الطرفان، تتضمن:
إنشاء شركات تجارية وهمية في دول حليفة لإيران.
استخدام شركات يمنية قديمة أو متوقفة أو تابعة لمغتربين ومعارضين سياسيين غادروا البلاد قبل عام 2017، ما يتيح تمرير الأنشطة دون إثارة الشبهات.
التحايل عبر دول ثالثة لتصعيب عمليات التتبع المالي الدولي، مستفيدين من أنظمة مصرفية رخوة أو خاضعة للنفوذ الإيراني المباشر، كما في العراق.
وفي واحدة من الوثائق الموقعة من القيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس، نائب وزير الخارجية في حكومة المليشيا غير المعترف بها دوليا، يوجّه الأخير رسالة إلى السفير الإيراني يوصيه فيها بالاستعانة بأطراف دوليين جدد في التنسيق المالي والتجاري، بعد أن أصبح الوسيط الإيراني المعروف سعيد الجمل تحت رقابة استخباراتية مشددة من الجانب الأمريكي، خاصة في شرق آسيا.
وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية قد نشرت في وقت سابق تقريراً يؤكد أن الحوثيين كثفوا استخدامهم للشركات الوهمية المرتبطة بشبكات عراقية، لتجاوز الرقابة المصرفية الدولية، واستغلال النظام المالي العراقي لصالحهم، بغطاء إيراني.
ويحذر التقرير من أن الحرس الثوري الإيراني يقدم دعماً مباشراً لهذه الأنشطة، التي باتت تشكل تهديدًا خطيرًا للنظام المالي الدولي، في ظل تعقيد غير مسبوق في آليات غسل الأموال والتمويه المالي.
المنصة دعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لتعزيز أدوات الرقابة المالية، وملاحقة الأذرع الاقتصادية للمليشيات الإيرانية في المنطقة، قبل أن تتوسع هذه الشبكات وتتحول إلى أدوات لتمويل الصراعات والإرهاب تحت غطاء تجاري وإنساني زائف.