آخر تحديث :الجمعة-30 مايو 2025-11:11م
اخبار وتقارير

إخوان الشرعية.. صوت الحوثي من داخل مأرب: مسؤول كبير يروّج لدعاية الجماعة ويبيّض جرائمها

إخوان الشرعية.. صوت الحوثي من داخل مأرب: مسؤول كبير يروّج لدعاية الجماعة ويبيّض جرائمها
محمد صالح فرحان بن جلال
الأربعاء - 28 مايو 2025 - 11:52 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

كشفت واقعة جديدة، حجم الاختراق الإخواني داخل مؤسسات الشرعية، بعد أن فجّر مدير مديرية مدينة مأرب، محمد صالح فرحان بن جلال، موجة غضب عارمة عقب نشره منشورًا على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك" يدافع فيه بشكل غير مسبوق عن مليشيا الحوثي الإرهابية، ويبرر جرائمها وارتباطها بإيران، تحت لافتة "دعم المقاومة الفلسطينية".

المنشور، الذي لم يتوانَ فيه المسؤول المحلي المحسوب على جناح الإخوان في الشرعية، عن مدح دور الحوثيين في مواجهة إسرائيل وتغيير المعادلة الجيوسياسية في المنطقة، يُعدّ فضيحة سياسية مدوية، ويعكس مدى التخادم والتقاطع بين المشروع الحوثي-الإيراني والإخواني داخل أجهزة الدولة المفترضة لمناهضة الانقلاب الحوثي.

ورغم محاولاته التجميل اللفظي في نهاية المنشور بالقول إنه لا يمجّد الحوثي، إلا أن النص امتلأ بعبارات تمجّد الدور الحوثي وتروج له كـ"قوة مقاومة" و"صانع وعي شعبي عربي"، في خيانة صارخة لدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا في مأرب، والجوف، والحديدة، والدريهمي، وكل جبهات اليمن، بيد ذات الجماعة التي يحاول الإخوان اليوم تلميعها.

تسويق مكشوف لأجندة إيرانية

بحسب مراقبين، فإن المنشور يعكس لغة مألوفة لدى محور الإخوان-قطر-إيران، الذي بات يعمل بوضوح على خلط الأوراق، وتوجيه البوصلة بعيدًا عن المعركة الحقيقية ضد الانقلاب الحوثي، متسلحًا بالقضية الفلسطينية لإعادة تلميع وجه أكثر الجماعات دموية وارتباطًا بالحرس الثوري الإيراني في المنطقة.

وقال الناشط السياسي عابد الجعفري في تصريح لنافذة اليمن ان: "هذا المنشور ليس مجرد رأي شخصي. إنه إعلان واضح عن انسلاخ إخوان الشرعية من معركة اليمنيين ضد الحوثي، ودليل صارخ على وجود تحالف خفي يجري بناؤه بين بعض مكونات داخل الشرعية والمليشيا المدعومة من طهران".

أين الحكومة من هذا الانزلاق؟

المنشور الذي لا يزال منشورًا في الحساب الرسمي لمدير مديرية مأرب (حتى لحظة كتابة هذا الخبر)، يمثل إساءة مباشرة إلى تضحيات القوات الحكومية والمشتركة والمقاومة الشعبية ورجال القبائل، ويطرح تساؤلات ملحة:

هل ما زالت الحكومة الشرعية عاجزة عن ضبط مسؤوليها؟ أم أن جناح الإخوان يجرّها نحو الاعتراف بالحوثيين شركاء بحجة "مقاومة إسرائيل"؟

الرد الشعبي لم يتأخر، إذ عبّر العشرات من النشطاء اليمنيين عن صدمتهم من تحول قيادات محسوبة على الدولة إلى ناطقين غير رسميين باسم مليشيا الحوثي، داعين إلى محاسبة فورية لكل مسؤول يتورط في خيانة المعركة الوطنية وتبييض وجه من قتل وخطف وهجّر اليمنيين باسم الولاية والموت لأمريكا.