أبعادًا دبلوماسية عميقة ورسائل سياسية واضحة، ظهرت في اقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مأدبة غداء رسمية فاخرة على شرف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي والوفد المرافق له، بحضور عدد من كبار المسؤولين الروس، في مقدمتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، وعدد من وزراء الحكومة والبنك المركزي الروسي.
وفي كلمته خلال المأدبة، أشاد الرئيس بوتين بمتانة العلاقات التاريخية بين موسكو وصنعاء، مشيرًا إلى التقدم الكبير في مجالات التعاون التجاري والاقتصادي، ومؤكدًا تطلع بلاده إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليمن في مختلف المجالات.
من جانبه، عبّر الرئيس العليمي عن شكره للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشددًا على أن الصداقة اليمنية الروسية "عميقة الجذور وغنية بالشواهد"، مستعرضًا آثار الحقبة السوفييتية التي لا تزال حاضرة في البنية التحتية اليمنية من مستشفيات، وموانئ، ومؤسسات تعليمية.
وأشار العليمي إلى توجيهاته للحكومة اليمنية بالإعداد الجاد لإحياء الذكرى المئوية للعلاقات بين البلدين، تقديرًا لمسيرة من التعاون والدعم المتبادل.
وتناول اللقاء بحث مسارات التنسيق الثنائي في الملفات الاقتصادية والخدمية، وسبل تسريع انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة، بالإضافة إلى خطة تبادل الزيارات وتوسيع قنوات التواصل بين المؤسسات الحكومية والخاصة في كلا البلدين.
اللقاء عكس تحولًا لافتًا في موقع اليمن على خريطة السياسة الدولية، في ظل انفتاح موسكو على فرص جديدة في المنطقة، وسعي القيادة اليمنية إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الكبرى بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية.