وسط تصاعد التوترات الإقليمية والغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مطار صنعاء الدولي فجر الأربعاء، دقّ صحفيون ناقوس الخطر محذّرين من كارثة وشيكة تهدد ما تبقّى من أسطول طيران اليمنية، في وقت باتت فيه سماء اليمن مسرحًا للاشتباك الإقليمي والصراعات الدولية.
الصحفي غمدان اليوسفي أطلق تحذيرًا لاذعًا على حسابه الشخصي، معتبراً أن إرسال أي طائرة إلى صنعاء اليوم هو "تدمير متعمّد" لما تبقّى من طيران اليمنية، مشيراً إلى أن وجود الطائرات في مطار عدن أكثر أمانًا في ظل المخاطر المتصاعدة التي تفرضها جماعة الحوثي وسيناريوهات الاستهداف المتكررة.
أما الصحفي سمير رشاد اليوسفي فقد ذهب أبعد من ذلك، مؤكدًا أن الخطر لا يكمن فقط في الطائرات التي تُرسل إلى صنعاء، بل في تلك التي قد تُجبر على الهبوط اضطراريًا فيها، خاصة بعد اعتماد مطار صنعاء كوجهة طوارئ بديلة عن جيبوتي، في تحديث وصفه بـ"المرعب في بلد بلا سيادة موحدة".
وقال سمير: "طائرة تقلع من عدن قد تجد نفسها فجأة في صنعاء — سواء بعطل حقيقي أو بعطل منسّق — خصوصًا إن كانت تقل شخصيات أو معلومات حساسة... إنها ليست مجرد مغامرة، بل احتمال اختطاف ناعم مغطّى بعبارة: إجراء اضطراري".
تأتي هذه التحذيرات بعد ساعات من هجوم جوي إسرائيلي دمّر آخر طائرة مدنية في مطار صنعاء، ضمن عملية أطلق عليها اسم "الجوهرة الذهبية"، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الضربة "رسالة واضحة" مفادها أن "من يؤذينا يؤذى سبع مرات"، متوعدًا بمواصلة قصف المطار والمنشآت الحيوية التي يستخدمها الحوثيون.
وإزاء هذه التطورات، تبدو الرحلات الجوية اليمنية عالقة بين مطرقة الغارات الإسرائيلية وسندان المناورات الحوثية، ما يجعل من كل إقلاع أو هبوط مخاطرة قد تنتهي بكارثة.