مع تصاعد القلق من تجدد موجة وبائية خطيرة، ناقشت وزارة الصحة العامة والسكان، الثلاثاء، في العاصمة عدن، تطورات تفشي الكوليرا والحميات الفيروسية، ضمن اجتماع صحي طارئ جمع قيادات القطاع الصحي والشركاء الدوليين، برئاسة وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية الدكتور علي الوليدي.
الاجتماع، الذي ضم اللجنة العليا للطوارئ الصحية، ولجنة الحدث الطبية، وعدداً من ممثلي المنظمات الصحية الدولية، وضع على الطاولة آخر الإحصاءات المقلقة لحالات الإصابة المتزايدة في عدد من المحافظات، وسط تحذيرات من توسع رقعة التفشي خلال الأسابيع القادمة.
ولم يكتفي الاجتماع بالرصد، بل أقر سلسلة من الإجراءات العاجلة لمجابهة الكارثة الصحية المحتملة، أبرزها:
إطلاق حملة فحوصات شاملة لعينات من أسواق الخضار والفواكه في عدن وتعميمها على المحافظات، بهدف تحديد مصادر التلوث الغذائية.
فحص شامل لمصادر المياه بالتنسيق مع مؤسسة المياه والصرف الصحي، متضمنًا كلورة المياه ومعالجة عاجلة لاختلالات شبكات الصرف.
خطة استجابة وطنية موحدة تشمل كافة القطاعات، تتضمن تدريب الكوادر، تبادل المعلومات، وتفعيل زوايا الإرواء في المرافق الصحية.
حملة إعلامية توعوية متكاملة تُنفذ عبر الإعلام الرسمي والمنصات المجتمعية، بقيادة المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي، للحد من الشائعات وتوحيد الخطاب الصحي.
وأكد الدكتور الوليدي أن الانتقال من مرحلة "الرصد السلبي" إلى "الاستجابة الفاعلة" بات ضرورة لا تحتمل التأخير، داعياً جميع الجهات الحكومية والإعلامية والمجتمعية إلى تفعيل أقصى الطاقات لتطويق الوباء قبل تحوله إلى كارثة صحية واسعة.
واعتبر الاجتماع أن مواجهة الوضع الراهن تتطلب تنسيقاً تكاملياً شاملاً، لا سيما في ظل هشاشة الخدمات الصحية والبنية التحتية، مشيراً إلى أن أي تقاعس سيُعرض حياة الآلاف للخطر، خصوصاً في المناطق المزدحمة والمحرومة من مياه الشرب النقية.
يُشار إلى أن اليمن سجل خلال الأعوام الأخيرة موجات قاتلة من الكوليرا والحميات الفيروسية، خلفت آلاف الضحايا، ما يجعل الوضع الحالي نذيراً بعودة مأساة صحية إذا لم يتم التحرك بجدية وعلى أعلى مستوى.