هزّ انتحار العميد شرف أسعد، أحد أبرز ضباط القوات الحكومية، الأوساط العسكرية والشعبية، بعد أن أقدم ليلة أمس على إنهاء حياته نتيجة سوء أوضاعه المعيشية وتراكم الديون والإيجارات، وسط صمت مخزٍ وتجاهل من قيادته العسكرية.
العميد شرف، الذي شغل سابقاً منصب قائد معسكر "مره" التابع للواء 21 ميكا بمحور عتق، وجد نفسه بعد أحداث معارك 2022 في فراغ قاتل، إذ تُرك دون منصب، دون راتب، دون تسوية، وحتى دون سؤال عن حاله. تحولت أيامه إلى معركة يومية مع الفقر والعوز، بعد مسيرة حافلة بالتضحية والبطولة في مواجهة ميليشيا الحوثي.
ينحدر العميد شرف من محافظة ريمة، وسبق أن أصيب بجروح عدة في ميادين القتال، وقد عُرف بنزاهته وتواضعه وأخلاقه العالية، ولقّبه رفاقه بـ"الضابط النزيه الشريف". ورغم كل ما قدمه، لقي مصيراً مأساوياً يثير العار في جبين من تنكّر لتضحياته.
العميد شرف لم يكن بطلاً في الميدان فحسب، بل كان رب أسرة مؤمنة، إذ يحفظ جميع أبنائه القرآن الكريم، وكان أحد أبنائه، الشهيد صخر شرف، قد استُشهد في مواجهة الحوثيين.