نشر الصحفي ماجد الداعري وثيقة رسمية صادرة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني في حكومة الشرعية الدكتور خالد أحمد الوصابي، تحمل توقيعه وختم وزارته، وتتضمن توجيهات صريحة بمطابقة الوثائق والشهادات الصادرة من الجامعات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وبحسب الوثيقة المؤرخة بتاريخ 24 فبراير 2025، والموجهة إلى وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، فقد أبدى الوصابي استعداد وزارته لفحص ومطابقة وثائق التعليم العالي الصادرة من مناطق سيطرة الحوثيين، ومنحها اعتماداً رسمياً يتيح لحامليها إمكانية استخدامها خارج البلاد، وهو ما اعتبره الصحفي الداعري "قراراً إنقاذياً لشرعنة شهادات الجماعة الإرهابية".
وهاجم الداعري القرار، متسائلاً: "كيف لحكومة معترف بها دولياً أن تمنح شرعية أكاديمية لشهادات صادرة من جامعات خاضعة لسيطرة جماعة مصنفة إرهابية؟"، مشيراً إلى أن تلك الجامعات تخضع لهيمنة فكرية ومذهبية، وتُدرَّس فيها مناهج تمجّد قيادات الحوثي وتتناقض مع المعايير الأكاديمية المعتمدة.
كما أشار إلى أن العديد من الجامعات في المنطقة كانت قد رفضت مسبقاً الاعتراف بهذه الشهادات، ما جعل قرار الوزير مثار استغراب وانتقاد واسع، وسط مخاوف من استخدام هذه الخطوة كغطاء لتبييض سيطرة المليشيات على المؤسسات التعليمية.
الوثيقة تؤكد بوضوح التناقض في سياسات الحكومة المعترف بها دوليًا، وتفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مستقبل التعليم العالي في اليمن في ظل ازدواجية المرجعيات والشرعيات.