بينما يقترب عيد الأضحى المبارك، يصطدم اليمنيون بواقع اقتصادي مرير، فبدلًا من التحضير للفرحة، يواجهون صدمة جديدة عنوانها: "الأضحية لمن استطاع إليها سبيلًا"! إذ تشهد أسعار الأضاحي ارتفاعًا غير مسبوق جعل من شعيرة العيد عبئًا ثقيلًا على كاهل معظم الأسر، خاصة في ظل الانهيار المتواصل للعملة المحلية وتدهور القدرة الشرائية.
ففي صنعاء وعدن وتعز وحضرموت، سجلت أسعار الخراف والأبقار والماعز قفزات جنونية، حيث تجاوز سعر الخروف في بعض الأسواق 300 ألف ريال، بينما وصل سعر الثور في عدن إلى 6.5 ألف ريال سعودي، في ارتفاع صادم مقارنة بالأعوام السابقة.
التجار يعزون هذا الارتفاع إلى أسباب متعددة، منها تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وارتفاع تكاليف النقل والأعلاف، إلى جانب الجبايات المتكررة التي تفرض على شحنات المواشي خلال تنقلها بين المحافظات، في ظل غياب تام للرقابة الرسمية.
مظاهر العيد تحت التهديد
معظم الأسواق تعمل خارج أي إطار رقابي، ما يفتح الباب لفوضى الأسعار واستغلال المستهلك، فيما يعجز الكثير من المواطنين عن توفير ثمن الأضحية، ما دفع البعض إلى البحث عن بدائل: أضاحي صغيرة، اشتراكات جماعية، أو حتى الاكتفاء بشراء كيلو أو اثنين من اللحم، كحل أخير للحفاظ على بعض من طقوس العيد.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه الشعوب الإسلامية بفرحة العيد، يعيش اليمنيون موسمًا جديدًا من القلق والمعاناة، وسط دعوات للجهات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الانفلات السعري، وضمان تمكين المواطن من أداء شعائره دون إذلال اقتصادي.
عيد الأضحى في اليمن بات عنوانًا للأسى، و"الأضحية" صارت أمنية مؤجلة في بلد أنهكته الحرب وأثقلته الأزمات، حتى أصبحت فرحة العيد ترفًا لا يملكه إلا القلة.