جريمة جديدة تضاف إلى سجل الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه مدينة تعز تحت سلطة حزب الإصلاح الإخواني، أقدم مسلحون تابعون لما يُعرف بـ"الحملة الأمنية" مساء الثلاثاء على اقتحام مستشفى الروضة شرقي المدينة، مطلقين وابلًا من الرصاص الحي بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخر داخل حرم المستشفى.
وأكدت مصادر محلية لنافذة اليمن أن المسلحين، الذين قدموا على متن طقم عسكري، ترجلوا من مركبتهم وشرعوا في إطلاق النار دون أي اعتبار لحرمة المكان أو سلامة المرضى والمرافقين، الأمر الذي تسبب بحالة من الهلع بين المدنيين، واضطر العاملون في المستشفى والمحال المجاورة إلى إطفاء الأنوار والاحتماء خلف الجدران.
وفي شهادة موثقة، قال الناشط الحقوقي عبد الله سعيد المخلافي، رئيس منظمة حماية للحقوق والحريات والتنمية: "ما جرى مساء اليوم كان أقرب إلى عملية إرهابية منه إلى مداهمة أمنية. إطلاق نار كثيف دام أكثر من عشر دقائق أمام وأ داخل المستشفى، وبدون أي مبرر، في مشهد مرعب لم نشهده حتى في جبهات القتال".
وأضاف: "إذا كان هناك مطلوب أمني كما يُزعم، فهناك عشرات الطرق للقبض عليه دون تحويل مرفق صحي إلى ساحة إعدام جماعي. ما حدث يفضح وحشية الميليشيا التي تتحكم بأمن تعز، ويثبت أن الحملة الأمنية ما هي إلا غطاء لانتهاكات ممنهجة تطال المواطنين العزل".
وتحمّل مصادر محلية حزب الإصلاح – الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين – المسؤولية الكاملة عن هذه الفوضى، كونه يهيمن بشكل مطلق على الجهازين العسكري والأمني في المدينة، من خلال القيادات الموالية له، وعلى رأسهم قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، الذي يُتهم بتسخير القوات لأجندات حزبية لا تمت لمصلحة المواطنين بأي صلة.
وطالب الأهالي وناشطون بفتح تحقيق شفاف في الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها، بدءًا من قائد الطقم الذي نفذ العملية، وصولًا إلى رؤوس الفساد الذين حولوا المدينة إلى غابة يتحكم بها السلاح الحزبي.
وتأتي هذه الجريمة في سياق سلسلة من الانتهاكات المتصاعدة في تعز، وسط تزايد الأصوات المطالبة بإقالة محافظ المحافظة نبيل شمسان، ومحاسبة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وإنهاء هيمنة الإصلاح على مؤسسات الدولة.