فقدت عائلتان يمنيتان شابين من أبنائهما، بعد أن غرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط خلال محاولة هجرة محفوفة بالموت إلى أوروبا، في واحدة من أكثر قصص الهجرة وجعًا.
الشابان هما إبراهيم عبدالسلام البطاطي اليزيدي وعبدالله صالح عوض العامري السعدي، اللذان ودّعا الوطن قبل أشهر بحثًا عن مستقبل أفضل، وهربًا من الفقر والبطالة، غير أن البحر كان في انتظارهما ليقضي على آمالهما ويترك خلفه فاجعة تهز القلوب.
انطلقت رحلتهما من أحد السواحل الإفريقية عبر قارب متهالك تقلّه عشرات الأرواح الباحثة عن حياة، لكن القارب لم يصمد أمام أمواج البحر، فغرق بمن فيه. وبحسب المعلومات، فإن الشابين كانا من بين ضحايا الغرق، بينما ما يزال بعض الركاب في عداد المفقودين.
مرت أيام الانتظار ثقيلة على ذويهما، تخللتها محاولات مستميتة للبحث أو الحصول على بصيص أمل، حتى وصلهم النبأ الصادم بتأكيد وفاتهما، ليُضاف اسماهما إلى قوائم الضحايا الذين ابتلعهم البحر في طرق الهجرة غير الآمنة.
العائلتان، وسط الحزن والقهر، حملتا الواقع المرير في اليمن مسؤولية ما حدث، معتبرتين أن غياب الأفق وانعدام فرص الحياة الكريمة يدفع الشباب إلى الهلاك. وناشدتا المجتمع الدولي والحكومة اليمنية إيجاد حلول عاجلة، تبدأ بتوفير الأمن المعيشي، وتنتهي بفتح قنوات هجرة قانونية تحفظ أرواح الآلاف ممن تقودهم أحلامهم إلى المجهول.
ومن المتوقع أن تبدأ خلال الأيام القادمة الترتيبات لنقل جثماني الضحيتين إلى اليمن، في مشهد وداع موجع، يعكس مأساة جيلٍ خنقه الواقع، فهرب إلى البحر فلم يعُد.