أطلق المركز اليمني للإعلام الأخضر (YGMC) صرخة استغاثة عاجلة، محذرًا من كارثة بيئية وتاريخية غير مسبوقة تهدد بانهيار ما تبقى من "شجرة الغريب" المعمرة في تعز، إحدى أندر الأشجار على مستوى اليمن والمنطقة، والمعروفة بلقب "حارسة الدهر".
وفي مؤتمر صحفي عُقد، اليوم الاثنين، بجوار الشجرة الواقعة في منطقة السمسرة جنوب تعز، كشف المركز عن نتائج تقرير ميداني خطير أعده فريق متخصص، أظهر وجود تشققات وانهيارات داخلية خطيرة تهدد بسقوط مفاجئ للشجرة، خاصة مع بدء موسم الأمطار، وازدياد تعرضها للرطوبة والرياح.
وأكد التقرير أن الشجرة – التي يُقدر عمرها بأكثر من ألفي عام – تعاني من تحلل داخلي بنسبة تصل إلى 90%، وتسرب مياه إلى تجويفها، إلى جانب ضعف هيكلي كارثي في منطقة التحام جذعين رئيسيين، مشيرًا إلى أن ما تبقى من الجدار الخشبي لا يتجاوز سمكه سبعة سنتيمترات في بعض المواضع، مصحوبًا برائحة تعفن شديدة ونمو فطري خطير.
وأشار التقرير إلى أن الانهيار الجزئي الذي وقع في 21 أبريل الماضي لم يكن سوى نتيجة تفاعل معقّد لعوامل عمرية وبيئية، من بينها الأمطار الغزيرة، وتوزيع الوزن غير المتوازن، ووجود فروع عملاقة يبلغ عرض بعضها 10 أمتار، علاوة على تأثير النمل الأبيض والتوسع العمراني المحيط.
ووصف المركز الموقف بـ"الحرج"، مؤكداً أن كل يوم تأخير يزيد من احتمالية فقدان الشجرة إلى الأبد، مطالبًا بتدخل حكومي ومجتمعي عاجل لتنفيذ خارطة إنقاذ فورية، تشمل تدعيم هيكلي عاجل، وعلاج بيولوجي، ومراقبة دورية، والاستعانة بخبراء عالميين في أشجار الباوباب.
ودعا المركز عبر حملته الإعلامية تحت وسم #معاً_لإنقاذ_حارسة_الدهر، إلى تحرك جماعي يضم السلطات المحلية، والمنظمات البيئية، والمجتمع المحلي والدولي، لإنقاذ هذه المعجزة البيئية التي وصفها الشاعر الراحل سليمان العيسى بـ"حارسة الدهر"، والتي ذُكرت في كتب التاريخ وأظلت بجذعها مئات الرجال عبر قرون من الزمن.