تصعيد عسكري خطير وغير مبرر، شنت مليشيا الحوثي الإرهابية، مساء اليوم السبت، هجوماً عنيفاً على مواقع القوات الجنوبية المرابطة في جبهة "الحد" بمديرية يافع، محافظة لحج، مستخدمة الطائرات المسيّرة بشكل مكثف.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن أكثر من 10 طائرات مسيّرة حوثية نفذت هجوماً استهدف مواقع القوات الجنوبية بـ15 مقذوفاً متفجراً، في أكبر عملية جوية من نوعها تشهدها الجبهة خلال الأشهر الأخيرة.
ورغم عدم صدور بيان رسمي حتى اللحظة يكشف تفاصيل الخسائر، فإن المؤكد أن الهجوم يمثل محاولة حوثية فاشلة جديدة لاختراق خطوط التماس الجنوبية بعد أيام فقط من إخفاق ذريع في هجمات متعددة المحاور على امتداد الحدود مع محافظة البيضاء.
وبحسب محللين عسكريين، فإن فتح جبهة قتال جديدة في منطقة الحد بيافع – ذات الأهمية المحدودة عسكرياً – لا ينطوي على مكاسب استراتيجية حقيقية للجماعة، بل يعكس يأساً واضحاً ومحاولات للفت الأنظار عن الأزمة المتفاقمة التي تعيشها مناطق سيطرتهم، خصوصاً في ظل أزمة مشتقات نفطية خانقة تعصف بصنعاء والمحافظات المجاورة، رغم الانتظام النسبي لواردات الوقود عبر ميناء الحديدة مؤخراً.
وقال الصحفي الاستقصائي وائل البديري إن التصعيد الحوثي في يافع يبدو ورقة ضغط تفاوضية بامتياز، تهدف من خلالها الجماعة إلى تحسين موقعها في أي حوارات قادمة، مستغلة الوضع الإنساني المتدهور ومعاناة السكان كورقة مساومة.
وتأتي هذه الهجمات لتؤكد مجدداً نمط السلوك الحوثي المعتاد بعد كل مرحلة من التهدئة أو الفشل الميداني، حيث تسعى المليشيات للحصول على مكاسب سياسية لا يمكنها تحقيقها ميدانياً.