في كل مرة ظهرت فيها الإمامة على أرض اليمن، وجدت أمامها قبيلة تقول: “لا”.
وهكذا بدأت الخصومة.
ففي عقيدتهم: الإمام لا يُسأل عمّا يفعل؛ هو مفوّض من السماء، ولا يخرج عليه أحد، إلا وكان كافرًا أو مرتدًا أو ناصبيًّا.
لكن القبيلة اليمنية، منذ القاسم الرسيّ حتى عبد الملك الحوثي، قالت:
“الإله لا يُختزل في سلالة”،
“والدين لا يُورث كالأرض”.
فكفّروها، فجّروا بيوتها، سحلوا شيوخها، وعيّنوا عليها “مشرفين من الزنابيل”، يهينونها باسم الله.
لأن القبيلة رفضت أن تُبايع “إمامًا” لم تختَرْه، ولم تؤمن أنه معصوم، ولا أنه مفوّض من السماء.
وهكذا، تحوّل كل بيت قبلي إلى قلعةٍ من العناد، وكل شيخٍ حر إلى نارٍ لا تنطفئ في ذاكرة الجبال.
يرونه خروجًا؛ وترى فيه اليمنُ جذوةً تحفظ هويتها من الذوبان.