كشفت تصريحات رسمية من الخارجية الأمريكية عن تفاصيل محرجة لاستسلام مليشيا الحوثي بعد أسابيع من الضربات الجوية الأمريكية المكثفة التي دمرت مراكز القيادة والتحكم وشلّت قدرات الجماعة على مهاجمة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وفي مؤتمر صحفي صادم مساء الثلاثاء، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الاتفاق بوقف الضربات تم مع إيران وليس مع الحوثيين مباشرة، ووصفت الجماعة صراحة بأنها "إرهابية"، قائلة: "لم نتفاوض معهم، بل مع من يُديرهم في طهران".
وفي هذا السياق، سخر الخبير العسكري اليمني العميد محمد الكميم من إعلان الخارجية الأمريكية بشأن استسلام الحوثيين وطلبهم وقف الضربات الجوية الأمريكية، مؤكداً أن ما حدث لا علاقة له بالسلام أو النوايا السياسية، بل هو نتيجة مباشرة لـ"الضربات الأمريكية الدقيقة" التي أربكت الجماعة وكسرت ظهرها عسكريًا.
وقال الكميم في منشور على منصة "إكس"، إن طلب الحوثيين عبر وسطاء عمانيين وقف الضربات الجوية، ليس مبادرة سلام بل "نداء استغاثة" بعد تلقي ضربات موجعة أفقدتهم السيطرة وشلّت منظومتهم القتالية، بما في ذلك مستشاريهم الإيرانيين.
وأكد الكميم أن الحوثيين يكررون نفس أسلوبهم المعروف بـ"الانحناء المؤقت أمام العواصف"، مشيرًا إلى أنهم دائمًا ما يظهرون نوايا التهدئة حينما تشتد الضربات عليهم عسكريًا، ثم يعودون بأساليب أكثر خبثًا إذا تُرك لهم المجال.
ودعا الكميم الحكومة الشرعية والقوات المسلحة إلى التحرك فورًا واستغلال ضعف الجماعة، محذرًا من أن أي تهاون سيمنح الحوثيين فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم، وقد ينتج عن ذلك "نسخة أكثر تطرفًا وخطورة" من الجماعة.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أكدت، مساء الثلاثاء، أن الرئيس ترامب وافق على وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين بعد أن نقل الوسطاء العمانيون رسالة مفادها أن الحوثيين "لم يعودوا يرغبون في القتال"، وهو ما وصفته واشنطن بـ"الاستسلام".
من جهتها، أكدت سلطنة عمان أن جهود الوساطة بين واشنطن وطهران أفضت إلى اتفاق غير مباشر مع الحوثيين لوقف التصعيد، فيما نقلت وسائل إعلام أمريكية، بينها "سي إن إن"، أن البيت الأبيض أمر بوقف العمليات العسكرية فورًا بعد أن أبلغ الحوثيون، عبر الوسيط العماني، بأنهم "لا يريدون القتال".