شنّت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية مدمّرة استهدفت مصنع إسمنت باجل بمحافظة الحديدة، ثاني أكبر منشأة إنتاجية للأسمنت في اليمن، ما أدى إلى توقف تام في خطوط الإنتاج ودمار واسع النطاق طال البنية التحتية للمصنع ومرافقه الحيوية.
وأكدت مصادر مطلعة أن القصف أدى إلى تدمير شبه كلي للمصنع، بما في ذلك مخازن وقود الديزل، وسط تقارير عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف العمال، الذين كانوا داخل الموقع أثناء الضربات، في مشهد يُنذر بكارثة إنسانية جديدة في البلاد المنهكة أصلًا بالحرب.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين عن إصابة 21 شخصًا في حصيلة أولية للهجوم الذي وصفته بـ"العدوان الأمريكي-الإسرائيلي المشترك"، في وقت تداول فيه ناشطون مشاهد مرعبة توثق لحظات استهداف المصنع، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان من قلب المنشأة المدمّرة.
الضربة الموجعة للمصنع لم تكن مجرد خسارة اقتصادية، بل طعنة قاتلة لأكثر من 10 آلاف أسرة يمنية كانت تعتمد على المصنع كمصدر رزق مباشر، بالإضافة إلى عشرات المبادرات الإنسانية التي كان يديرها لدعم الأسر الفقيرة.
وبينما حمّل مراقبون جماعة الحوثي مسؤولية دفع البلاد نحو هذا التصعيد، بسبب تصرفاتها التي اعتبرتها إسرائيل "مهددة للأمن القومي"، تتصاعد المخاوف من تداعيات كارثية قادمة، تشمل شللًا في قطاع البناء وارتفاعًا جنونيًا في أسعار مواد البناء، إلى جانب اتساع رقعة الفقر والبطالة.
الغارات التي استهدفت باجل لم تكن الوحيدة، إذ نفذ الطيران الإسرائيلي 12 غارة على مواقع استراتيجية في الحديدة، منها 8 استهدفت ميناء الحديدة بشكل مباشر، مما أدى إلى توقف شبه تام لعمل الميناء، فيما أعلنت شركة النفط في صنعاء دخول البلاد في حالة طوارئ شاملة نتيجة انقطاع الإمدادات.