آخر تحديث :الإثنين-05 مايو 2025-06:43م
اخبار وتقارير

الحاج: استقالة بن مبارك "خبث سياسي" سبق الإقالة.. ويكشف عن تناقضات فاضحة في الخطاب

الحاج: استقالة بن مبارك "خبث سياسي" سبق الإقالة.. ويكشف عن تناقضات فاضحة في الخطاب
الأحد - 04 مايو 2025 - 11:50 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

هاجم الصحفي محرم الحاج، رئيس الوزراء السابق أحمد عوض بن مبارك، معتبرًا أن استقالته جاءت بطريقة "ذكية بخبث"، هدفها تفادي الإقالة وخلق تعقيدات قانونية أمام المجلس الرئاسي، مؤكدًا أن الخطاب الذي رافقها مليء بالتناقضات ومحاولات تبرير الفشل عبر شماعات مصطنعة.

وفي منشور شديد اللهجة، رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، تساءل الحاج عن التناقض العجيب في خطاب الاستقالة الذي بدأه بن مبارك بتمجيد إنجازاته، ثم عاد ليشكو من عراقيل حالت دون ممارسة صلاحياته! واعتبر الحاج أن هذا التناقض يكشف عن "ذهنية الفشل المغلفة بالمظلومية المصطنعة".

وأضاف: "ابن مبارك تصرف كمن رسب في الامتحان ثم ألقى باللوم على القلم"، مؤكدًا أنه لم يمتلك رؤية وطنية ولا خطة عمل واضحة، تمامًا كما فعل سابقيه، مكتفيًا بالشعارات وخلق خصوم وهميين يبرر بهم فشله.

كما سخر الحاج من حملة التطبيل التي واكبت استقالة ابن مبارك، معتبرًا أن الأموال التي أُنفقت لتلميع صورته، لم تكن إلا محاولة فاشلة لتجميل تجربة حكومية باهتة "عقيمة في النتائج، غنية في الأعذار".

وفي ختام منشوره، دعا محرم الحاج رئيس الوزراء الجديد بن بريك، إلى تقديم رؤية واضحة بخطة زمنية معلنة، مقرونة باستعداد صريح لتحمل المسؤولية والاستقالة في حال الفشل، مشددًا أن المنصب ليس تشريفًا بل مسؤولية تجاه الناس الذين طحنهم الفقر والفساد.

وقال الحاج في منشوره: المعنون بـ"استقالة - ابن مبارك - فيها تناقض عجيب!! لكنه كان "ذكيًا بخبث" حينما سبق الإقالة بالاستقالة!!.

وأنت تقرأ استقالة - رئيس الوزراء السابق - سيتبادر لذهنك من المهلة التناقض العجيب فيها!!! ففي بدايتها قال: حقق إنجازات، وبعدين قال: إنه واجه صعوبات من أهمها عدم تمكينه من عمله وفق الصلاحيات الممنوحة له حسب الدستور والقانون!!!

وقد كان ابن مبارك "ذكيًا بخبث" حينما سبق الإقالة بالاستقالة، لأنه بذلك يكون قد وضع لغمًا قانونيًا أمام المجلس الرئاسي، إذ إن الاستقالة تعني تكليف رئيس الوزراء الجديد بتشكيل حكومة جديدة، وعدم الإبقاء على أي من الوزراء السابقين..

هذا النوع من المسؤولين الفاشلين يشبه الطالب الكسول الذي يرسب في الامتحان، ثم يُلقي باللائمة على الحبر الذي جفّ في قلمه.

والعجيب استقطاب - ابن مبارك - مطبّلين وصرف عليهم الأموال لكي يتلون على الناس معزوفة أعذاره المكررة: "هناك عراقيل تستهدفني.. هناك جهات تعمل ضدي.. هناك مؤامرة كونية تُحاك لإسقاطي شخصيًا"..

لا أسهل على هؤلاء المطبّلين من اختراع عدو وهمي، وتقديمه قربانًا لتبرير الفشل، ولا أسهل عليهم من صنع شماعة يعلقون عليها فشل ولي نعمتهم الذي كان يغدق عليهم بالعطايا والأموال!!! والأكثر بجاحة أن هؤلاء المطبّلين يحاولون إقناع الناس أن ابتذالهم هذا مجاني لوجه الله الكريم.

الحقيقة التي يجب أن يعيها الناس: "أن رئيس الوزراء السابق، والأسْبَقين منه، كانوا جميعًا بلا رؤية وطنية، بل كانت رؤيتهم شخصية بحتة". بدليل "أنهم لم يعلنوا عن "رؤيتهم" و"برامج عملهم" و"جداول تنفيذها الزمني" وذلك يشير إلى عدم رغبتهم بوضع أي التزام تنفيذي أو منهجي أو زمني على عاتقهم.. حتى لا يقيدوا أنفسهم بأي التزام يُدانوا به غدًا للرأي العام".

و"رئيس الوزراء الجديد، إن لم يكن لديه رؤية وطنية واضحة وخطة مزمنة، تعززها نية صادقة وإصرار على الاستقالة إن فشل، فلن يكون أفضل حالًا ممن سبقوه".

لا يكفي أن تتمنى أن يحقق - ابن بريك - آمال وتطلعات الشعب اليمني، فالأماني لا تصنع إنجازًا، إنما يصنعها وجود رؤية وطنية، مدعومة بالأرقام، تقود هذه الأمنية إلى واقع ملموس.

على رئيس الوزراء الجديد أن يعي ضرورات اللحظة، وتداعيات الفشل الحكومي على الشرعية اليمنية، التي خسرت أمام الفساد المستشري الكثير من سمعتها ومكانتها في نفوس الناس، وانعكس ذلك على معيشة المواطن.

وإن الفقر إذا ما اشتد على الناس، جعلهم كالعطشان الذي لا يهتم بمصدر شربته، سواء كانت من ماء عذب أم من مستنقع آسن، فتختل الموازين، ويسود الهوى على الحكمة.

وعليه أن يعي "أيضًا" أن شرف المنصب في الحكومة ليس لقبًا يتقلده الشخص، بل هو أمانة ومسؤولية جسيمة تجاه أبناء البلد. المنصب الحكومي يعني خدمة الناس قبل خدمة الذات، ويستلزم تجردًا كاملًا من المصالح الشخصية من أجل تحقيق الصالح العام...

وإن فلسفة المنصب الشريف تكمن في النزاهة والإخلاص، وفي العمل على تحسين حياة المواطنين لا تكديس المكاسب، هو عهد بالوفاء لكرامة الناس وحقوقهم، والتفاني في تقديم الأفضل لهم، في السراء والضراء. فالألقاب زائلة، لكن الأثر الطيب لمن خدم بإخلاص يبقى خالدًا في ذاكرة الأجيال، يحفر اسمه في سجل الشرف، حيث لا تسكن إلا أسماء المخلصين".