أثار البيان الصادر عن ما يسمى محور طور الباحة التابع لحزب الإصلاح الإخواني موجة انتقادات حادة من كتاب وصحفيين وناشطين، بعدما زعم إحباط "مخطط إرهابي" كان يستهدف مدينة التربة جنوبي محافظة تعز، قبل أن تتدخل السلطة المحلية في المحافظة لتكذّب ما ورد فيه وتفند مزاعمه.
الكاتب زهير الطاهري وصف البيان بأنه هزيل وجبان، موضحاً أن ما يسمى المركز الإعلامي لمحور طور الباحة ليس وكالة أنباء، بل جهة رسمية، وبالتالي فإن أي بيان يصدر عنه يعدّ صادراً باسم قيادة المحور لا عن "مصادر مجهولة"، كما ورد في الصياغة.
وأضاف الطاهري أن البيان تم تعديله مرتين بعد نشره، “في الأولى حذف اسم صهيب البركاني، وفي الثانية المذحجي والشميري”، في دلالة على ارتباك القائمين عليه.
أما المحلل السياسي أدونيس الدخيني فاعتبر البيان مؤشراً خطيراً على "إرهاب منظم" قد يُمارس ضد المواطنين في تعز إذا لم يتم التصدي له، لافتاً إلى أن البيان يلوّح بقمع التظاهرات ويهاجم كل من يتضامن مع ضحايا انفلات السلطة، مؤكداً أن "الجبولي هو من احتضن أمجد خالد لا صهيب البركاني"، محملاً محور طور الباحة وسلطات تعز الأمنية والعسكرية مسؤولية أي خطر يتعرض له الصحفيون أو الناشطون.
من جانبه، قال الصحفي رضوان الهمداني إن محور طور الباحة "اتهم نجل رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، بالتخطيط للانقلاب في التربة بمساعدة عبدالستار الشميري وماجد المذحجي"، مضيفاً أن التعديلات المتكررة على البيان تكشف حالة التخبط والهستيريا التي تعيشها الجماعة بعد انكشاف تجاوزاتها في تعز.
وفي السياق نفسه، رأى الناشط سليمان الحميدي أن البيان يمثل "تخبيصاً رسمياً" يستوجب التحقيق مع كل من يقف خلفه، موضحاً أن ما ورد فيه يسيء إلى مؤسستي الجيش والأمن أكثر مما يخدمهما، داعياً إلى إخضاع أي بيان عسكري أو أمني للمراجعة القانونية واللغوية قبل نشره.
وفي تطور لاحق، دحضت السلطة المحلية في محافظة تعز، اليوم الأربعاء، المزاعم التي روج لها محور طور الباحة بشأن "نجاح استخباراتي في إحباط مخطط إرهابي" مزعوم بمدينة التربة.
وأكد مكتب إعلام محافظة تعز في بيان رسمي أن المحافظ نبيل شمسان لم يترأس أي اجتماع أمني في مديرية الشمايتين كما زعم بيان المحور، وأن ما نُشر لا يمثل الموقف الرسمي للجنة الأمنية في المحافظة.
ويرى مراقبون أن نفي السلطة المحلية يمثل "إدانة ضمنية" لتضليل محور طور الباحة الإخواني ومحاولته توريط مؤسسات الدولة في “بطولات وهمية”، مطالبين بوضع حد لتجاوزات قيادة المحور التي تجاوزت عسكرة مدينة التربة واعتقال العشرات من أبنائها، إلى فبركة بيانات أمنية تهدف لتغطية فشلها وترويع المواطنين.