شخصياً، لم أجد من يقرأ الشأن اليمني، كما ماجد المذحجي, ولا مركز دراسات يمني قدم وإلى اللحظة عمل بحثي وتحليلي وقراءات كما مركز صنعاء.
هما استثناء تجاوزا الراسخ والثابت يمنياً. والثبات انعكاس طبيعي لحياة سياسية رثة.
مظاهرها القراءة السياسية المبنية على الإنتماء السياسي، والبحوث التي لا تختلف عن ذات الإتجاه: تمدح لا تنقد، تتجاوز لا تجري المراجعة.
هذا غير الدكاكين المعروفة أسمياً بمراكز دراسات، بلا وجود، أو أثر لها، وما أكثرها في الوسط اليمني!
الوسط ذاته الذي ينزعج للآن أشد الإنتزعاج من مادة لا تمدحه، أو تتغاضى عن إخفاقاته، فيعدها خيانة، وغير حيادية, واستهداف مفوضوح.
وهكذا هو دوماً. الأمر طبعاً لا يتعلق بالإصلاح وحده ربما هو الأكثر احتجاجاً، والإشكالية امتدت إلى الكوادر.
لأن الجميع لم يتعود على المراجعة، ولا تغير السياسات والاستراتيجيات، وعد دائماً الصوت الأخر عدو.
حين نجح صدفة اعتبرها نتيجة حكمته وذكائه وحده لا شغله المنظم، وحين فشل حمل الأخر المسؤولية، لضمان استمراره وعدم محاسبته.
دافع أدونيس الشاعر علي أحمد سعيد لا الكاتب هنا، عن النقد في فاتحة لنهاية القرن، ورهن نجاحه، وتطوره وقوته بوجود النقد ذاته، ورفض الصوت الواحد.
لكن الأخير مفضل يمنياً. لقد أرساه العقل السياسي كثابت من ثوابت الحياة السياسية، حتى حين عانى وتعددت انتكاساته، وخسر، وفشل مراراً قبل أن يصل الى مرحلة متقدمة ترهن كل فشل بسبب الأخر لا صانع القرار نفسه.
والحاجة تلح إلى معالجة هذه التشوهات التي انتجت المأساة المستدامة في بلادنا، وجمدت عملياً العمل السياسي الحقيقي.
وبوجود القيادة الحالية في كل القوى السياسية لا يمكن أن نتقدم اطلاقاً، إما تغير جذري هناك، أو كيانات جديدة وتجاوزها.