في إطار استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية للمؤسسات الدينية، فرضت الجماعة على علماء ودعاة محافظة الحديدة إصدار فتاوى تحث على "الجهاد" وتدعو إلى التعبئة العامة، خلال اجتماع عقدته يوم الاربعاء، في مدينة زبيد، بحضور منتحل صفة محافظ المحافظة المعيّن من قبلها، إلى جانب المشرف الحوثي للشؤون الدينية، ومسؤول ما يسمى وحدة العلماء المدعو علي الصومل، وعدد من الخطباء والدعاة.
وكشف مدير عام الإعلام بمحافظة الحديدة، علي حميد الأهدل، أن الاجتماع لم يكن سوى مسرحية مكشوفة لشرعنة تحويل المنابر الدينية إلى أدوات تعبئة وتحشيد لصالح المشروع الطائفي الإيراني، ووسيلة لتكريس سلطة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، عبر ما سُمي بـ"تفويض العلماء له"، في محاولة خطيرة لإضفاء صفة "ولي الأمر" عليه.
وأوضح الأهدل أن الحوثيين ألزموا الخطباء باستخدام منابر المساجد لدعوة الناس إلى القتال، وشيطنة من أسموهم بـ"مرتزقة العدوان الإسرائيلي والأمريكي"، مهددين كل من لا يلتزم بهذه التوجيهات بعزله من منصبه وإخضاعه لدورات طائفية في صعدة.
وأضاف أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا صارخًا للشرعية الدستورية والدينية، ومقدمة لترسيخ نظام ديكتاتوري ديني يقوم على الطاعة العمياء وتكميم الأفواه، في وقت تعاني فيه الحديدة من أوضاع إنسانية كارثية، وسط تفشي الفقر، وغياب الخدمات، وارتفاع معدلات الجوع.
واتهم الأهدل الجماعة باستخدام قضايا خارجية كستار لتبرير فشلها الداخلي، مؤكدا أن الاجتماع يهدف إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي، وصناعة وهم "إجماع ديني" لدعم قرارات الحوثي، في ظل قمع واسع للمواطنين ومنعهم من التعبير عن رفضهم للواقع المفروض عليهم.
وفي ختام تصريحه، دعا الأهدل العلماء والدعاة الأحرار في الحديدة وكل أنحاء اليمن، إلى مواجهة هذا الاستغلال الممنهج للدين، ورفض توظيف المنابر والفتاوى في خدمة مشاريع الحرب والطغيان.