منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم يفوت زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن عبدالملك الحوثي أي فرصة لأجل الظهور والبروز من أجل الحديث عن تطورات الأوضاع سواء المحلية أو العربية أو الدولية، حيث أصبحت كلماتها التي يلقيها بمثابة محاضرة أسبوعية لأنصاره والموالين له.
ولكن اللافت إلى أن الأسابيع الأخيرة لم يظهر الحوثي بأي من الخطابات المعتادة وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول مصير الرجل خصوصا مع حالة الإرتباك والتكتم غير المسبوقين في أعقاب مقتل عدد من قيادات الصف الأول، من بينهم عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وقيادات بارزة إثر غارات جوية مكثفة شهدتها صعدة وباقي المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
وبحسب مراقبون أن قيادات الحوثي بينهم سيدهم المطلوب الأول لأمريكا يتخفون منذ بدء الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية منذ تولي الرئيس الجديد ترامب سدة الحكم. مشيرين إلى أن الحوثي كان يلقي خطابات منتظمة نهاية كل أسبوع حول التطورات وتحديد موقف جماعته منها، إلا أن الفترة الأخيرة وتحديداً منذ استهداف واشنطن جبال في صعدة ومناطق عسكرية حوثية تحت الأرض اختفى الرجل ولم يظهر كالمعتاد.
وتلجأ الميليشيات الحوثية إلى فرض تعتيم إعلامي شامل على هذه التطورات خصوصاً فيما يخص قتلاها من القيادات البارزة التي أصبحت أهدافاً عسكرية للمقاتلات الأمريكية التي تترصدها في مختلف المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة وتحديداً محافظة صعدة المعقل الرئيسي للميليشيات في اليمن.
مصير عبد الملك الحوثي لا يزال غامضاً فالرجل يحاول التهرب من الظهور إعلامياً هذه الفترة خشية استهدافه من قبل الطائرات الأمريكية، ورغم أهمية التطورات والأحداث وخسائر جماعته المتكررة والكبيرة إلا أن الرجل ظل صامت وهو ما دفع بالكثير إلى طرح عدة سيناريوهات، أبرزها، إصابة أو مقتل عبد الملك الحوثي في هجوم لم يتم الإعلان عنه رسميًا بعد، ما قد يفسر التكتم الشديد وحالة الارتباك في صفوف الجماعة.
ومن بين أبرز السيناريوهات تخفيه عن الأنظار لأسباب أمنية خشية الاستهداف، وهو ما يعكس هشاشة الجماعة وارتباطها الشديد بالقيادة الفردية، إضافة إلى محاولة المليشيا إعادة ترتيب صفوفها وتقديم قيادات بديلة، إلا أن هذا الاحتمال يبدو ضعيفًا نظرًا لعمق الضربات وتفكك البنية القيادية للجماعة.