آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:16ص
اخبار وتقارير

بمسرحية هزلية.. كيف قدمت الأمم المتحدة مخازنها الغذائية لقيادات حوثية في صعدة.. تفاصيل القصة

بمسرحية هزلية.. كيف قدمت الأمم المتحدة مخازنها الغذائية لقيادات حوثية في صعدة.. تفاصيل القصة
الخميس - 20 مارس 2025 - 01:22 م بتوقيت عدن
- صنعاء، نافذة اليمن:

مؤخرا قامت قيادات حوثية بارزة في محافظة صعدة، معقل ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، بعملية اقتحام صورية لمخازن برنامج الغذاء العالمي في المحافظة والاستيلاء على آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية المخصصة للأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحة.


الحادثة وعملية النهب الكبيرة للمساعدات كانت غريبة وخاصة وأن البرنامج والأمم المتحدة لم يصدروا أي تعليق يذكر أو تقديم توضيح للمانحين الذين يقدمون أموالهم من أجل المساعدات الإغاثية للمتضررين والمحتاجين في اليمن، الأمر الذي جعل ناشطين يوجهون أصابع الاتهام لبرنامج الغذاء بالتواطؤ مع الجماعة.


فبحسب مصادر أن المساعدات الأممية جرى نقلها من داخل مخازن البرنامج في صعدة إلى مخازن أخرى تابعه لصالح قيادات حوثية بارزة تحت مبررات واهية. وأن العملية ما هي إلا فبركة لأجل االاستيلاء والاستحواذ على تلك المعونات الأممية تمهيداً لبيعها في السوق المحلي.


وكشف الصحفي والناشط الإعلامي اليمني فارس الحميري تفاصيل حول العملية، مشيرا إلى أن البرنامج كان قد اقترح بخصوص المواد الغذائية الموجودة داخل المخزن أن يتم توزيعها في محافظة الجوف، الأمر الذي رفضته الجماعة وقررت على ضوئه اقتحام المخزن ونهب محتوياته.


وقال الحميري في تغريدة على منصة إكس عنونها بـ(‏كيف استولى الحوثيون على مخزن برنامج الغذاء العالمي في صعدة؟) نقلا عما سماها "مصادر مطلعة"، إن "وزارة الخارجية بصنعاء وجهت خلال الأسابيع الماضية عدة مراسلات لبرنامج الغذاء العالمي مكتب اليمن لاستئناف أنشطته في محافظة صعدة والمتوقفة منذ فبراير الماضي".


وأضاف أن "البرنامج في اليمن، أبلغ الحوثيين أن وقف الأنشطة في صعدة قرار من المركز الرئيس ولا يمكن معاودة النشاط دون موافقة من أصدر القرار". وتابع: "طلب الحوثيون من البرنامج في صنعاء توزيع المواد الغذائية والمساعدات الموجودة في المخزن الرئيس بمحافظة صعدة، نظرا لأنها شارفت على الانتهاء (تاريخ انتهاء جزء منها في يونيو المقبل).. ولمعالجة الأمر طرح البرنامج الأممي مقترح أن يتم توزيع تلك المواد في الجوف أو محافظة أخرى لا تزال فرقه الميدانية تعمل فيها".


وختم الحميري تغريدته بالقول: "الحوثيون رفضوا مقترح البرنامج الأممي، ويوم السبت الماضي (15 مارس) اقتحموا المخزن في صعدة واستولوا عليه وبدأوا فعليا بإفراغه من المواد الغذائية والمساعدات".


من جانبه اتهم الأكاديمي والناشط الحقوقي عبد القادر الخراز برنامج الغذاء العالمي بالتواطؤ مع سلطة صنعاء والإبقاء على مخازنه في صعدة، والتي تحتوي على آلاف الاطنان من المواد الغذائية، لتقديمها كهدية لسلطة صنعاء، حسب تعبيره، واصفا عملية النهب الأخيرة للمخازن من قبل مسلحي أنصار الله بالتمثيلية بينهم وبين البرنامج.


وقال الخراز في منشور على منصة إكس: إن "برنامج الغذاء العالمي ‎قام بتجميد أنشطته في محافظة صعدة، لكن البرنامج رغم هذا التجميد، احتفظ في مخازنه هناك بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والحبوب من المساعدات"، متسائلا ما إذا كان ذلك هدية من قبل البرنامج للحوثيين ؟


وأضاف أن الحوثين "قامت باقتحام المخازن ونهب كافة محتوياتها. كما أنه توجد تقارير غير مؤكدة عن اختطاف المزيد من موظفي برنامج الغذاء دون أن يصدر البرنامج أي بيان أدانة".


وتابع بالقول: "إذا كان البرنامج أوقف أنشطته في صعدة كما يدعي، فلماذا تواجدت آلاف الأطنان من المساعدات؟ ولماذا لم يتم نقلها لمحافظات أخرى إلا لو كان تجميد الأنشطة من باب التمويه الإعلامي؟ هل يوجد تواطؤ من داخل برنامج الغذاء العالمي ‎لتسليم محتويات مخازنه لمليشيات الحوثي في صعدة؟ ألا يعتبر نهب محتويات مخازن البرنامج بهذه الطريقة عبارة عن تمثيلية لدعم المليشيا؟...".


وختم الخراز منشوره متسائلا: "هل مايزال بعض مدراء البرنامج باليمن السابقين واللاحقين يحاولون خدمة ‎علي الهادي وإخراجه من قائمة العقوبات الأمريكية؟".