يصادف اليوم الأحد الذكرى الـ13 لما بات يعرف بـ"نكبة 11 فبراير" التي مزقت اليمن وأدخلته في نفق مظلم.
ففي عام 2011 قذفت المقادير بالإخوان والحوثيين من الشوارع والجبال إلى سدة الحكم في البلاد، على ما يقول مراقبون.
وتأتي الذكرى الـ13 واليمن يعيش أسوأ الأزمات، حيث مهدت تلك النكبة، الطريق أمام جماعة الحوثي، للسيطرة على البلاد وتدمير مؤسساتها وبنيتها التحتية لتعمل في تشطير اليمن وتقسيمه.
ويرى مراقبون أن "كل ما حدث ويحدث منذ أكثر من عقد في اليمن هو نتاج لفوضى فبراير التي سيطر الإخوان على المشهد فيها واتخذوها وسيلة للوصول إلى الحكم عبر مسيرة فساد كبيرة فجرت الحرب وهدمت الدولة".
انهيار خدمي
انهيار اقتصادي وخدمي ومؤسسي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وأزمة إنسانية حادة، كانت نتائج فوضى فبراير قبل 13 عاما حينما سيطر حزب الإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، ومن بعدها انفجرت حرب جماعة الحوثي.
ويرى التربوي اليمني محمد هزاع (55 عاما)، إنه وبسبب ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية السيئة وعدم استقرار البلاد منذ نكبة فبراير عام 2011، لم يعد راتبه يكفيه لشراء أبسط المواد الغذائية الأساسية.
وأضاف أنه "خلال حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح للبلاد، كان راتبي الذي أتقاضاه من عملي في السلك التربوي يكفي لأكثر من شهر، أما الآن لم يعد يكفي حتى لشراء كيس دقيق أو سكر".
وأشار هزاع إلى أن ما حدث بعد "نكبة فبراير" الإخوانية، أوقع اليمن في بحر من الأزمات وأدخلها في نفق مظلم لتجر البلاد في أتون حرب ما زالت مستعرة حتى الآن بعد أن مهدت طريق الحوثيين إلى صنعاء وإلى كل المحافظات اليمنية.
تحالف حوثي إخواني
وارتفع معول الإخوان والحوثيين ضد الدولة اليمنية لهدم نظامها الجمهوري، حتى أسقطوها، وصعد الإخوان للحكم، ثم قدم البلاد على طبق من ذهب لشركائهم في الساحات من الحوثيين.
ووفقا للباحث السياسي اليمني صلاح عبدالواحد، فإن "الشباب خرجوا بحلم عفوي مطالبين بالتغيير، حتى جاء الإخوان متسلقين في هذا الزخم الشبابي ليتصدروا المشهد ويعتقلوا حلم الشباب ويحولوا المشهد لفوضى تخدم مصالحهم وأهدافهم وأجندتهم المشبوهة".
وقال عبدالواحد، إن "الإخوان حولوا اندفاع الشباب إلى فوضى عبر أدواتهم التي أرادوا من خلالها الوصول إلى الحكم عن طريق الفوضى والخراب والمظلومية المزيفة التي جعلتهم يستقبلون مليشيات الحوثي كأبطال ومظلومين لتكون ساحات التغيير أول مهد بتحالف الحوثي وحزب الإصلاح".
وأشار إلى أن "ذلك فتح الطريق أمام المليشيات الحوثية والتي سبق وأن خاضت ضد الجيش اليمني 6 حروب في محافظة صعدة خلال عامي 2004 و2009، حتى باتت عاجزة عن الخروج من كهوف مران".
وخلال 13 عاما من الثورة التي تحولت إلى نكبة نهب خلالها الحوثيون المؤسسات وفرغوا الجيش وأدخلوا البلاد في نفق مظلم، وفقا للباحث السياسي.
ويرى مراقبون أن الإخوان في اليمن ورغم اختطافهم لحلم الشباب إلا أنهم فشلوا بإحداث أي تغيير إيجابي، وكانت النتيجة أن سلموا السلطة على طبق من ذهب للحوثيين ومزقوا وأغرقوا البلد في حرب دموية حوثية منذ عقد.