تتواصل المعارك العنيفة بين قوات الجيش والقبائل، المسنودة من قوات التحالف العربي، وميليشيات الحوثيين من الجهة الأخرى، في الأطراف الشمالية والجنوبية من محافظة مأرب.
وذكرت مصادر عسكرية أن ميليشيات الحوثيين، تحاول مواصلة تقدمها في مناطق مديرية رحبة، في الجنوب الغربي من محافظة مأرب، في ظل تصدي قوات الجيش اليمني، واستمرار الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف العربي، على مواقع الميليشيات وتعزيزاتهم العسكرية.
وقالت المصادر ، إن سيطرة ميليشيات الحوثيين على منطقة ”الصدارة“ الاستراتيجية، في مديرية الماهلية، جنوب مأرب، مهد لعملية تقدمها نحو مناطق مديرية رحبة المجاورة لها، باعتبار منطقة ”الصدارة“ تمثل منطلقا لعمليات الجيش اليمني في المديريتين.
وأكدت المصادر أن المعارك لا تزال جارية وعلى أشدها، في ظل دفع قوات الجيش اليمني تعزيزات عسكرية كبيرة نحو مديرية الجوبة، والمناطق الشمالية الشرقية من مديرية رحبة، تمهيدا لدخولها في المواجهات التي تشهدها مديرية رحبة، للحيلولة دون سيطرة الميليشيات على مركز المديرية، ولدعم موقف قواته التي لا تزال في أطراف مديرية الماهلية جنوبا، بحسب المصادر.
كما أكدت المصادر، أن طائرات التحالف العربي، المساندة للجيش اليمني، شنت اليوم الثلاثاء، عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من مديريتي الماهلية ورحبة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثية.
وتزعم ميليشيات الحوثيين، سيطرتها على مركز مديرية رحبة، وتقدمها نحو مديرية الجوبة، ونشرت وسائل إعلام محلية تابعة للميليشيات، صورا لوكيل محافظة مأرب، المعين من قبل الحوثيين، سعيد بحيبح، وهو يتجول في مواقع حكومية يزعمون أنها في مديرية رحبة.
وفي الأطراف الشمالية الغربية من محافظة مأرب، تتواصل عمليات الكر والفر بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثيين، في مناطق ”صرواح“ في مديرية صرواح التاريخية، ومديرية مدغل، وضواحي مديرية رغوان.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن قوات الجيش نصبت كمينا مسلحا اليوم الثلاثاء للميليشيات الحوثية في مديرية ماهلية، أدى إلى مقتل أكثر من 25 مسلحا من الحوثيين، وإصابة آخرين، في حين أحرز الجيش تقدما ميدانيا في جبهة ”المخدرة“ شمال المحافظة، بعد سيطرته على أحد المواقع العسكرية الاستراتيجية التابعة للحوثيين، وتحرير مناطق جبلية أخرى قريبة منه.
وقالت مصادر محلية في مأرب، إن ميليشيات الحوثيين، تحاول خنق مدينة مأرب، من خلال تكثيف هجماتها العسكرية، ومحاصرة المدينة، وتشتيت جهود قوات الجيش اليمني، من خلال فتح جبهات قتالية في الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية من المحافظة، المتاخمة لمحافظة البيضاء، وسط البلاد، مع استمرار جبهات القتال في الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية منذ سنوات.
وتسبب القتال المتصاعد بين الطرفين حول مركز محافظة مأرب، بنزوح 334 أسرة يمنية من مأرب، في ظرف أسبوع واحد، إلى مناطق أكثر أمنا.
وتكتسب محافظة مأرب اليمنية، الخاضع مركزها لسيطرة القوات الحكومية، أهمية استراتيجية بالغة، بصفتها مركز العمليات العسكرية لقوات الجيش اليمني ضد ميليشيات الحوثيين، وترتبط جغرافيا بعدة محافظات يمنية، إلى جانب وجود حقول النفط والغاز على أراضيها.