يؤكد خبراء النفس العسكري عند حديثهم عن الحرب النفسية بأنها سلاح ذو حدين .
بمعنى أن خوضها يجب أن يكون بحذر شديد ودقة لا متناهية يكون صاحبها قادر على الاجابة على كل الاسئلة بشكل لا يستطيع العدو أن يحدث أدنى تشكيك في صحتها لأن خوضها من قبل الأغبياء تحدث نتائج عكسية كارثية .
فالحرب النفسية ليست الكذب مثلما قرأت لبعض المعلقين على منشوراتي التي اوضحت فيها الحقيقة بالأمس .
أصحابنا بثوا بالأمس فيلما عن الخلايا الخوذية التي تم القبض عليها في مارب وكان فيلما مهما لو أن الذين أشرفوا على انتاجه يمتلكون قدرا جيدا من الفهم والاستيعاب لمعنى الحرب النفسية وأساسياتها ولأن الذين انتجوه كانوا مجموعة من المراهقين المُخترَقين الأغبياء المتعطشين لخلق الوهم للمشاهد الغير مدركين لنتائج الحرب النفسية العكسية حينما يتم خوضها بغباء فقد استجابوا للمخترق لهم بوضع لغم في الفيلم والذي كان الهدف منه نسف كل الحقائق التي وردت في الفيلم وكان ذلك اللغم متمثل بالكذبة التي ادعى فيها المراهقين الأغبياء بأنهم ضبطوا قائد الخلية احمد قطران في منزله بصنعاء واقتادوه الى مارب !!
ذلك اللغم الذي دسه لهم فيه المخترق لهم كان كفيل بنسف كل الحقائق التي في الفيلم وذلك للاتي :
١. قضية ضبط احمد قطران في مارب ومقتل رفيقه اثناء الضبط ليست قضية مجهولة يمكن التحكم بروايتها حيث وانها قضية قد سمعت بها قبائل مارب والجوف ويعلم بتفاصيلها العدو الخوذي بل وقد حرك قبائل الجوف لأجل طمس علاقته باحمد قطران من قبل عشرة أشهر .
٢. قضية ضبط أحمد قطران في مارب ومقتل رفيقه قد تمت اقامة مطارح قبلية بسببها وذهبت قبائل الجوف الى قبائل مارب والى رئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز كذلك من قبل عشرة أشهر .
٣. قضية ضبط احمد قطران في مارب ومقتل رفيقه قد نشرت في الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل عشرة أشعر كذلك ، وقد أرفقت لكم بعضا من الصور لمنشورات نشرت حول القضية في شهر يناير من هذا العام .
كل ذلك يجعل اي محاولة للتلاعب بالرواية حولها باسم الحرب النفسية خطأ جسيم ينسف الرواية الرسمية التي خرجت مجافية للواقع بعد أن علمت بتفاصيلها قبائل مارب والجوف قبل خروجها للعلن من قبل الجهات المسئولة ، ويحدث نتيجة عكسية عن ما أرادتها السلطات المخترقة من الخوذي والتي قبلت بوضع ذلك اللغم في بصاعتها دونما فحص مسئول لمآلاتها .
لقد كنت أعلم بتفاصيلها وقد تحفظت في بداية الأمر عن الحديث تلك التفاصيل في بداية الأمر على الرغم من صدمتي عند مشاهدة الفيلم لأني ادركت بأن ما اعلن عبارة عن لغم دسه سلالي مخترق لاعلام الشرعية في مارب لحاجة في نفس اولاد عمه بصنعاء ، ولكني عندما رأيت منشور الاعلامي صالح الحنشي رأيت أن من اللازم علي هو ذكر التفاصيل للدفاع فيما بعد عن الحقائق التي من البديهي أن الماكنة الاعلامية الخوذية ستخرج للتشكيك فيها .
وقد خرجت ابواق الخوذي تنكر بأن احمد قطران قيادي لديها ينفذ العمليات المكلف بها من قبل قيادات الخوذي التي ذكرت في الفيلم وهي تكذب في ذلك بلا شك لأن احمد قطران كان مسجون بجواري وقد تحدث الي بكلما ذكره الفيلم ومعترف بذلك وأكد لي بأن الخوذي سيعمل على المبادلة به كما بادل به حينما تم القبض عليه سابقا في لحج من قبل القوات التي يقودها القائد حمدي شكري في لحج وقد كلمني بذلك وانا مسجون بما يؤكد أن دعوى الاكراه والتهديد غير صحيحة كذلك فانا كنت مسجون في انفرادي كما هو مسجون في انفرادي وليس لي سلطة ولا ادوات لقسره على الاعتراف .
اغلب ما ورد في الفيلم كان حقيقة والمليشيات الخوذية تعتبر أقدر مليشيات عرفها اليمن ومن أكثر المليشيات دموية على مر التاريخ .
في الاخير اود القول لأصحابنا باختصار شديد : بأن الحرب النفسية ليست في الكذب وانما الحرب النفسية هي كامنة في الاشاعة وقوة انتشارها والاشاعة لا تعني الكذب وانما تعني النشر للحقيقة التي يصحب نشرها بعضا من المبالغات التي ترتكز على الحقيقة في الواقع وكذلك قد تدعم حقيقة الضبط باختلاق بعضا من الفبركات التي لا يستطيع الخصم نفيها ببرهان مادي، فمثلا قد تضبط خلية للعدو نتيجة اكتشاف مصادف لم يكن مرتب له هنا يأتي دور الحرب النفسية التي من خلالها تختلق سيناريو بأن هذه الخلية تم رصد أعضاءها وتتبعهم واستدراجهم بفخ تم نصبه لهم وبعد تتبع كثيف ومراقبة مكثفة واستدراج دقيق تم الضبط أما أن تختلق كذبة قد تم اكتشافها قبل روايتها فهذه ليست حرب نفسية وانما غباء مستفحل وخضوع لاختراق خطير .
كذلك من اللازم على من يمارس الحرب النفسية أن يكون قد رصد كل شيئ حول القضية التي سيتخذ منها مرتكزا لمعركته وأحاط بكل التفاصيل المصاحبة للحدث الذي سيتخذ منه أداة لمعركته وعمل دراسة دقيقة وشاملة لتبعات المعركة التي ينوي خوضها بشكل يجعله قادر على تحديد النتائج بدقة غير قابلة للخطأ أو الفشل لأن أدنى خطأ في التقدير للنتائج يجعل النتائج كارثية كما حصل في الفيلم الذي تم بثه بالأمس .
هذا ما يجب على أصحابنا فهمه وادراكه بعيدا عن المماحكات وكثرة اللغط والتعرض للاخرين بالشتائم فالشتائم لا يمكن أن تطمس الحقائق التي اصبحت واضحة للعيان .
الصور أدناه بعضا من الأدلة التي كان على منتجي الفيلم أن يحسبوا له ألف حساب قبل انتاجه وبثه .

