وصلنا لمرحلة مخيفة، مرحلة انعدمت فيها الرجولة عند بعض الناس على مواقع التواصل.
صار البعض يظن إن البطولات تُصنع بالكلام،
وإن الشجاعة معناها تشويه الناس والخوض في أعراضهم،
كأن الشرف صار مادة للتسلية، ومكانة الناس صارت لعبة في يد من لا خُلق له ولا كرامة.
في اليمن، كان العرض خط أحمر.
مهما احتدّ الخلاف، ومهما اشتدت الخصومة،
كانوا يقولوا: “العرض ما يُمس.”
اليوم، نشوف ناس تتلذذ بالقذف والفضائح،
تقتل بالمنشور، وتغتال بالكلمة، وتبرر لنفسها بأنها “ترد”.
لكن خليني أقولها بصوتٍ واضح:
 ما في فرق بين اللي يقتل امرأة بسلاح، وبين اللي يقتل شرفها بكلمة.
كلاهما قاتل.
الأول يطلق رصاصة تخترق الجسد،
والثاني يطلق كلمة تخترق السمعة وتذبح الكرامة.
الخوض في الأعراض مش “رأي” ولا “جرأة” ولا “رد”.
هو سقوط أخلاقي لا يرتقي صاحبه بعده أبدًا.
كفّوا عن هذا القرف.
كفاية انحدار.
خليك خصم محترم، هاجم فكرة، ناقش موقف،
لكن لا تلمس عرض إنسان… لأنك وقتها ما تكون تنتصر،
بل تكون تفضح نفسك وتكشف تربيتك.