ما يحاك خلف الكواليس أعقد وأخطر علي تعز ، و نبيل شمسان - Nabil Shamsan - أثبت بانه رجل أثر أن يكون جدار صد لا شرارة اشتعال.
ما يجري خلف الستار في محافظة تعز أكثر تعقيدآ وأعمق من مجرد اعتصام يطالب بالعدالة أو غضب شعبي يندد بتردي الخدمات ، والخطأ ليس في من خرج يطالب بحقه فهذا حق مشروع و واجب على الجميع احترامه لكن!! يجب أن يكون ذلك بشكل حضاري بعيدآ عن قطع الطرقات والدعوة إلي تعطيل الخدمات.
المشكلة الحقيقية تكمن في من حرك الشارع من خلف الكواليس أشعل النار ثم اختفى ليحمل المحافظ وحده مسؤولية الأزمة و يظهره بمظهر العاجز و المتخاذل برغم أنه كان المبادر الأول و الفاعل الحقيقي الذي طرق كل الأبواب للانتصار لدماء الأبرياء ، وحل أزمات المحافظة .
ما يجري في تعز اليوم ليس المطالبة بالعدالة ، وتوفير الخدمات ، وإنما موضوع تصفية سياسية هدفها إسقاط رأس السلطة المحلية وتفكيك كل مراكز التوازن التي تحفظ تعز من الانهيار .
وبشكل لا يحتاج إلى تفسير : هدفهم إثارة صدام مباشر بين المحافظ والمواطن يريدون إسقاط الرجل من خلال أوجاع الناس و ليس بالكلام والخطب فقط ، حتى اللجنة الأمنية مستهدفة في هذا الهجوم المنهجي الذي يهدف إلى ضرب الاستقرار والتوازن في المحافظة .
نحن لا نعارض حق الناس في الاعتصام والاحتجاج فهذه حقوق مشروعة لكننا نرفض وندين من يصنع الأزمة وراء الستار ويهيج الناس ثم يتسلل بينهم ليردد : المحافظ فشل ويستخدمهم كأداة في مشروع تحريضي قذر ..
ومن المحزن أن يزج ببعض الأبرياء دون وعي ويستغلوا كأغطية لمعارك لا علاقة لها بخدمات الناس و لا بحقوقهم
يستدرجون بعناوين براقة ليكونوا أداة في مواجهةالسلطات ثم إذا ما تأزمت الأوضاع و اختلط الحابل بالنابل توارو هولاء خلف صمتهم و بياناتهم المعتادة تاركين البسطاء يدفعون الثمن وحدهم.
الرسالة وصلت : من يتستر علي القتلة ، و ينهب موارد المحافظة ثم يظهر بمظهر المنقذ هو في الحقيقة اللاعب الرئيسي في مؤامرة محكمة الإخراج .
أما المحافظ - نبيل شمسان - كان المبادر دومآ و أثبت تحمله المسؤولية لكنهم استغلوا صدقه و واصلوا استهدافه لأن مشكلتهم لم تكن مع المواطن إنما مع الكرسي و المصالح التي سيخسرونها حتمآ .
رغم امتلاكه لكامل الصلاحيات بصفته الرجل الأول في تعز و رغم قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب اختار المحافظ طريق الحكمة وصون الاستقرار مانعآ انزلاق المجتمع نحو صراع دموي ، ثابت الموقف أمام الاستفزازات متماسك في وجه محاولات التصعيد حريصآ على حماية تعز من فتنة قد تضر بمصيرها رافضآ أن يدفع الأبرياء ثمن نزوات طائشة لا تفقه
معنى العواقب .
وهذا ليس ضعفآ إنها شجاعة رجل يقرأ اللحظة بوعي ويدرك خطورة التمزق إن اشتعلت الفتنة رجل أثر أن يكون جدار صد لا شرارة اشتعال فحفظ تعز من منزلق كان سيحرق الأخضر و اليابس .
عقب اغتيال الشهيدة - افتهان المشهري - بساعات تحرك شباب تعز ( وكنت أنا حينها في مقدمتهم ) و حملنا رسائل تهم العدل الإجتماعي، و تحمل "أيضا" رغبة في محاربة حقيقيةللفساد ، و بعثنا برسائل ذات ثقل عميق ، لا زالت تنتظر أجوبة حقيقية ، من أطراف يتحملون مسؤولية التدبير و التشريع و من يحتلون الأحزاب السياسية .
اضم صوتي و حيرتي إلى ذلك الصوت الآتي من المستقبل للحفاظ على تعز أعرف قبل أن يولد مسترزقوا اعتصام اليوم من "الإعلاميين والنشطاء " أن قوى الظلم و الظلام و الفساد تسيطر على مؤسسات بلادي الغالية. من طرف من لا علاقة لهم ” بقول مأثور يقر” بأن محبة الأوطان من الإيمان “.
لا أنكر على أحد حبه، بالشكل الخاص به، للوطن. و لكني أغضب بسخاء وطني و عاطفي، حين تصبح الاعتصامات و الاحتجاجات وسيلة للتحريض ، و تصفية الحسابات الحزبية .
فإلىٰ متىٰ ستستمر صناعة الوهم والتدلبيس وتغبيش الرؤية علىٰ شعب تعز المغلوب علىٰ أمره؟
ثم يأتي قطيع الجهلة لاحقاً من "الأبالسة" و"الذباب" الإلكتروني ليكملوها بالسباب واللعن والشتم و الملفقات وصياغة المبررات الواهية لشرعنة الإستمرار في كيل الإتهام بالعمالة والخيانة ومصادرة الوطنية والإخراج من الملة والتهديد والوعيد!!
لا يريد ذو عقل رصين اعتصامات وحملات فيسبوكية لتلميع بعض الجهلة ، كما لا يريد استغلال هيجان الشارع لتصفية حسابات البعض مع خصومهم، و الذين صنفوهم ضمن أعداء الوطن و المواطن .
وفي #النهاية : أود أن أؤكد على عدم ثقتي، في هذا الواقع ، و في تتالي النكسات التي قصمت ظهر مدينتنا الحبيبة تعز ، أيها المواطنون افهموا أين تضعون أقدامكم ولا تسمحوا لأحد أن يحولكم إلى جسور تمر فوقها مشاريع دخيلة لا تنخدعوا بالشعارات البراقة فبعضها وضع ليستغل وجعكم لا لينصفه اقرأوا المشهد بوعي وتمسكوا بحقوقكم لكن لا تفتحوا الباب لمن يتخذ معاناتكم وسيلة للوصول للكرسي.
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )