رغم إعلان رئيس فريق الخطوط الجوية اليمنية مؤخراً عن جاهزية مطار المخا الدولي واستعداد المطار لبدء التشغيل تزامناً مع احتفالات بلادنا بالذكرى الـ61 لثورة 14 اكتوبر، تفاجأ المواطنون بعدم التزام الحكومة الشرعية بموعد التدشين، واستمرار عرقلة المطار رغم اكتمال جميع تجهيزاته الفنية والإدارية.
هذا التراجع الغير المبرر يطرح جملة من التساؤلات المشروعة التي تدور في أذهان المواطنين خصوصاً في محافظتي تعز والحديدة اللتين ينظر أبناؤهما إلى مطار المخا بوصفه منفذاً حيوياً طال انتظاره: لماذا يُمنع مطار المخا من العمل؟ من يقف وراء هذا التعطيل المستمر منذ لحظة تأسيسه وحتى إعلان جاهزيته؟
مطار المخا الدولي لا يمثل فقط مشروعاً سيادياً على الساحل الغربي، بل خدمة ضرورية لأبناء محافظات تعز والحديدة ومناطق شمال اليمن المحرومة من الخدمات والمطارات الفاعلة. فما الذي يجعل مطاراً بهذه الأهمية يتعرض للإقصاء الإداري والتجاهل السياسي، في وقت تُمنح فيه أربع طائرات دفعة واحدة لمطار صنعاء الواقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي؟
ما يحدث اليوم في مطار المخا ليس حدثاً معزولاً، بل هو جزء من سلسلة طويلة من العرقلة الممنهجة التي طالت مشاريع خدمية وإنسانية هامة، أخرها مشروع مياه الشيخ زايد في منطقة الضباب المخصص لأبناء مدينة تعز بالكامل، والذي يواجه مصيراً غامض.
ذات الأيدي التي تعرقل مطار المخا وتمنع تشغيله، هي نفسها من تعبث بأمن وأستقرار مدينة تعز، وتدعم الفوضى، وتحارب القوى الوطنية داخل الشرعية، وتُضعف الصف الجمهوري في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن. هذه الشخصيات والجهات أصبحت اليوم معروفة ومعلومة لدى كل القيادات السياسية، ولا يمكن الاستمرار في التستر عليها.
أبناء محافظتي تعز والحديدة يحملون اليوم الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، المسؤولية المباشرة عن استمرار تعطيل مطار المخا الدولي، كونه الرجل الأول في هرم السلطة الشرعية، ومن تقع على عاتقه مسؤولية حماية المشاريع الوطنية وضمان تنفيذها لخدمة الشعب، لا تركها بقصد أو بدون قصد للعرقلة السياسية أو الابتزاز.
كما أن الخطوط الجوية اليمنية مطالبة بإصدار بيان توضيحي شفاف يشرح للرأي العام أسباب عدم تدشين الرحلات من وإلى مطار المخا، والجهة أو الجهات التي تعيق وتمنع تشغيله، حتى تتضح الصورة كاملة للمواطن الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الغموض أو التلاعب.
إن بقاء مطار المخا الدولي مغلقاً، رغم جاهزيته الفنية، هو إهانة لكرامة الدولة اليمنية واستخفاف بمعاناة ملايين اليمنيين في المناطق المحررة، وخصوصاً في محافظتي تعز والحديدة. وعلى رئاسة مجلس القيادة الرئاسي اليوم أن تُثبت جديتها في خدمة الشعب، لا أن تترك المشاريع السيادية رهينة لمزاج سياسي أو نفوذ فاسد.
لقد آن الأوان لكشف الحقيقة، وفتح مطار المخا الدولي فوراً، دون مماطلة أو أعذار.