آخر تحديث :الأحد-12 أكتوبر 2025-12:05ص

إستعادة ‎هيبة القانون "اولآ " ليخشاها ويقلق منها كل فاسد ومجرم

السبت - 11 أكتوبر 2025 - الساعة 08:53 م

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


نبيل شمسان - Nabil Shamsan إستعادة ‎هيبة القانون " اولآ " ليخشاها ويقلق منها كل فاسد ومجرم .


اخي المحافظ : تابعنا مضمون حزمة قراراتكم ومذكراتكم الأخيرة وبعيدًا عن أي اصطفاف أو مزايدة وحرصًا على احترام سيادة القانون وجب القول : إن منطقكم هذا، مع تقديرنا لحرصكم (الظاهري)على مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية ، هو منطق قاصر ينم عن سطحية في فهم نواميس بناء المجتمعات وأسباب انهيارها. إنكم بهذه المذكرات والقرارات كمن يرى النار تشتعل في أساسات البيت ويدعو إلى الاهتمام بطلاء الجدران !!!


لقد تجاوزت تعز اليوم مرحلة الفساد كاستثناء، ودخلت عميقاً في زمن الفساد كمنهج حكم ، فلم يعد الفساد مجرد اختلاس من المال العام، والسطو علي الممتلكات العامة والخاصة . بل بات اختطافاً للوعي، وتزييفاً للقيم، وترويضاً لمشاعر الناس حتى يغدوا قابليين لما لا يُطاق، ومطبعين مع ما لا يُغتفر..


تعز التي أنجبت الشعراء ، و الادباء والثوار ،والاحرار ، و الأنقياء، والاتقياء تبدو اليوم كمريض في غيبوبة أخلاقية. لا هو حي بقوة الفعل الجماعي، ولا هو ميت ليدفن بكرامة.!!


الذاكرة الشعبية مثقوبة، كثيرون ينسون بسهولة من قتلهم، ومن باعهم، ومن أهاتهم ، ومن جعلهم مشردين في أصقاع الأرض، الضمير العام بات معلقاً، ينتظر من ينتصر ليلتحق به، لا من يستحق النصر..... الفساد لم يعد فعلاً يُدار في الخفاء، بل صار سلوكاً يتباهى به البعض علناً، منابر الإعلام أصبحت مسارح للعبث، تُعرض فيها صور و فيديوهات ليس لها علاقة بما يعانية المواطن و تعز ، هؤلاء لا يخجلون، لأن السلطة وفّرت لهم حصانة مطلقة، حصانة من المساءلة، من القانون، من الأخلاق، بل وحتى من المنطق.


#والمؤسف : أن تحول جزء من النخبة المثقفة إلى أبواق تبريرية تنسج نظريات عبثية لتفسير القهر كضرورة، والتنازلات كذكاء سياسي، والخذلان كواقعية. صاروا يبررون كل شيء لاي شيء والشراكة مع السارق، على أنها فن الممكن..!!!


هذا الانقلاب الأخلاقي في منظومة النخبة المثقفة ، أدى إلى شلل مجتمعي كامل، جعل الناس يقبلون الهوان على أنه قدر، و يصمتون على الجرائم لأنها أخف الضررين..


#الحل : لا يكمن في إصدار المذكرات والقرارات " فقط" ، بل نحن اليوم بحاجة ماسة إلي إستعادة هيبة القانون بالتوازي مع تنفيذ استراتيجية إصلاحات الحكومة الشاملة ، هذا الأمر سيعزز من فرص نجاح مهمة سالم صالح بن بريك - Salim Saleh BinBuriek في تحقيق تطلعات الشعب، وبناء دولة قوية وعادلة،، مهما بلغت التحديات أو حاول البعض استخدام الملف الاقتصادي و الخدمي كسلاح لاستهداف الحاضنة الشعبية. هذه الأساليب الهشة لن تصمد طويلًا، وسيكون التصدي لها واستعادة التوازن إحدى أولويات النضال في المرحلة القادمة.

" والله غالب علي أمره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )