يَمَنٌ عليلةُ..
تَعِزٌّ بعزّتِها ذليلةُ..
وطنٌ تقاسمه الطغاةُ،
وكلُّ أوباشِ الجريمةِ والرذيلةْ.
عصرٌ تسيده الحثالةُ،
وانطوت فيه الرجولةُ والبطولةْ.
هذي دماؤك يا افتِهانُ،
أم هيَ اليمنُ القتيلةْ؟!
هذي تعزُّ العزِّ،
أم وَكرُ العصابات العميلةْ؟!
هذي دماؤكِ يا ابنةَ الفجرِ المعمَّمِ بالندى،
والصدقِ، والقيمِ النبيلةْ.
هذا مدارُ الحزن.. يا وجعَ الصباح،
ويا أسى التاريخ في زمنٍ
تلفّع بالتفاهات الهزيلةْ.
هذا الدمُ المسفوكُ في الإسفلت،
يروي للمدى: من أين جاءت هذه الأشباحُ؟!
تغتالُ الضحى، وتلوك أفئدة الفضيلةْ.
صبرٌ يحدّق، والذهولُ يشدّه من جرحه الدامي
إلى مستنقعاتِ الدمِ والأشلاءِ
في الطرقِ البديلةْ.
مِن أين جاءوا كالضباعِ إلى شوارعِنا الوديعةْ؟!
كيف بثّوا لوثةَ الإرهابِ في شَجَنِ القبيلةْ؟!
كيف استلذّوا القتلَ يا بنتَ الصباحِ المرتجى؟!
كيف استباحوا الدمَ، وانسكبوا كأفواجِ الضغائنِ
في تفاصيلِ النقاء، ولوّثوا بالعُهرِ أرديةَ
المساءاتِ الجليلةْ؟!
ثم استداروا يرقصون على حطامِ مدينةٍ ثكلى،
ويرتادون أقبيةَ السدى والخزي..
يغتابون أشلاءَ الضحايا، والصباحاتِ الجميلةْ..!
يحصون كم قتلوا أمانينا،
وداسوا في طريق القبحِ أعناقَ الأهلةِ والمرايا..
يا شارعَ التحرير.. كم عددَ الضحايا؟!
حتّامَ يسكنك الجوى؟!
يغتالُك الدجّالُ والأفّاكُ، أبناءُ الخطايا والدنايا.
ستعودُ حتمًا للصباح، كطائرِ الأشجان،
من خلفِ الدجى العاتي،
ستنبت من حقولِ دماءِ من سقطوا بحضنك،
عازفًا تشدو كدأبك للمحبّةِ والسلام،
وللطموحاتِ الجِسامِ المستحيلةْ.
من صفحة الكاتب على فيسبوك