آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:19ص

صنعاء الخضراء: الحوثي يلون العاصمة.. فرض اللون وسلطة النفوس!

الخميس - 04 سبتمبر 2025 - الساعة 01:04 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


ليس عفويآ ، بل مدروسآ ..إصرار ميليشيا الحوثي علي فرض لونها الاخضر .


العاصمة المغتصبة صنعاء ، عاصمة الجمال ومهد العرب الأول، تتحول في ذكري مولد سيد الخلق محمد (ص) بفعل جماعة الحوثي، إلى مدينة مغلفة بالأقمشة الخضراء الداكنة، و تتجول في شوارعها سيارات خضراء مخيفة" فما علاقة هذه بذكرى المولد النبوي!؟؟ويبقى أمامنا السؤال المحير وهو: لماذا اللون الأخضر تحديداً؟!؟


الحقيقة أن إصرار ميليشيا الحوثي علي فرض لونها الاخضر بهذا الاندفاع ، و التهور ، ليس عفويآ ، بل مدروسآ ليقدموا انفسهم للعالم كشخصيات بسيطة و متسامحة ومتفاهمة، وحليمة يمكن الوثوق بها لبساطتها ، و وضوحها وليس كما يصورهم الاعلام...


و في ظل خوف غير مسبوق من تدني الشعبية والسخط العام، تستخدم جماعة الحوثي اللون الاخضر لقياس شعبيتها في الشارع، فيكون الشخص الملون أو السيارة الملونة والمحل الملون مؤيد أو مؤمن حسب تصنيف هذه الميليشيا، أما غير الملونين فهم من الرافضين لسياسات ميليشيات الحوثيين، أو ربما لوجودها من الأساس.


كما تهدف الجماعة من خلال اللون الاخضر الي احداث قطيعة واقعية ونفسية مع واقع ما قبل نكبة (21سبتمبر 2014) ، وخلق قناعة نفسية وعاطفية للخصوم واحباطهم معنويآ بإستحالة تغيير الواقع ، واعادة الوضع الي ما كان علية من قبل ، وتسويق الوهم للبسطاء ان صنعاء بسكانها اصبحت قلعة من قلاعهم ، و جزء لا يتجزء من جسدهم ، و حاضنة شعبية واجتماعية لفكرهم المقيت ...


وتسعي ايضآ الجماعة من خلال فرض اللون الاخضر الي تدجين النفوس وتحويلها الي نفوس و ديعو هادئة تتعامل معهم بلطف ولين وقبول مقابل الانتهاكات والجرائم البشعو التي ترتكبها ( صباح مساء ) بحق اليمنيين ...!!


وتفرض الجماعة كل عام على التجار وأصحاب المنازل تزيين الشوارع بأقمشة خضراء، وطلاء أبواب المحلات بألوان خضراء كذلك، كما ترفع أصوات الميكرفونات التي تجوب الشوارع بالزامل الحوثية وخطب زعيم الجماعة، فضلاً عن التحشيد في الحارات والمساجد بهذه المناسبة، لتحفيز الشباب على الذهاب إلى الجبهات.


كما ألزمت المحلات والمراكز التجارية وأصحاب المطاعم بطلاء واجهات محلاتهم باللون الأخضر وتعليق قصاصات قماشية خضراء، ويقوم حوثيون بتوزيع سندات باسم "الصمود" على أصحاب المحلات لفرض مبالغ مالية عليهم تحت شعار الاحتفال بالمولد النبوي، و من يرفض تقوم الميليشيات باعتقاله وإغلاق محله بدعوى انه داعشي.


الجدير ذكره : أن معركة اللون الأخضر رافقها معارك تبديل أسماء شوارع وميادين بأسماء تخلد قياداتهم ورموزهم، وهي معركة من اخطر واعمق المعارك لتعلقها بالهوية.

" والله غالب علي أمره "

(محرم الحاج )

(محرم الحاج )