من بين النماذج التي لفتت انتباهي خلال زيارتي لشبوة، يبرز صندوق تنمية الخدمات كواحد من أهم التجارب المؤسسية الناجحة التي وُلدت من رحم الحاجة عام 2020، ليكون ذراعًا داعمًا للسلطة المحلية في مسيرة التنمية وتطوير الخدمات.
بدلًا من تعدد الجبايات وتشتتها في النقاط العسكرية، حصر الصندوق الرسوم في خمس نقاط رئيسية بمداخل شبوة، رسوم تُدفع مرة واحدة فقط وبسند رسمي، لتعود الفائدة مباشرة على الجميع: تغذية وصرف يومي لكافة الوحدات الأمنية والعسكرية دون استثناء، وتمويل تشغيل معظم المرافق الحكومية.
إنجازات الصندوق شملت:
■ تمويل الموازنات التشغيلية والرواتب التعاقدية لمكاتب الوزارات والهيئات في شبوة.
■ دعم جامعة شبوة وتوفير رواتب المتعاقدين في التربية والتعليم.
■ صرف رواتب الأطباء وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية في المديريات وترميم بعضها.
بنى الصندوق نظامًا إلكترونيًا متكاملاً بكاميرات رقابة وتطبيق رقمي حديث، حوَّل الجباية من أوراق عُرضة للتلف والابتزاز، إلى منظومة رقمية تحفظ الحقوق وتُسهّل الرقابة، وتحمي أصحاب المقطورات من أي تجاوزات.
هذا النموذج كُتِبَ له النجاح تحت قيادة إدارية واعية، يمثلها مدير عام الصندوق محمد علوي هقش، الذي جسَّد رؤية جديدة للعمل المؤسسي، تقوم على الشفافية، والانضباط، وربط الموارد بخدمة المجتمع مباشرة.
هكذا تُدار التنمية حين تُبنى على فكر مؤسسي، وتجربة صندوق تنمية الخدمات في شبوة نموذج في تحويل الموارد المحدودة إلى إنجازات ملموسة.
* من صفحة الكاتب على فيسبوك