آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-02:10ص

صنعاء سقطت مرتين .. مرة بالصواريخ ومرة بالأكاذيب

الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - الساعة 12:03 ص

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


لم تكن الضربة الإسرائيلية على صنعاء مجرد قصف، بل فضيحة عارية لعصابةٍ عاشت على شعارات جوفاء. فالذين صدّعوا رؤوس اليمنيين بـ"الموت لإسرائيل" ماتوا تحت صواريخها، وتفرّق خطابهم بين إنكار مرتبك واعتراف مُرغم. وبالتالي سقطت أكذوبة الصمود، وظهر الحوثي كما هو، مشروع خراب ، يبيع الوهم ، ويقتات من الدم اليمني.


ما ظهر جليًا أن الضربة لم تُسقط قادة فقط، بل كشفت اختراقًا استخباريًا عميقًا، يقول إن هذه الجماعة مكشوفة أكثر مما تظن، وبأن رسائل إسرائيل لم تكن موجهة لصنعاء بقدر ما كانت صفعة لطهران، عبر أضعف أذرعها.


كما أن إسرائيل لم تضرب صنعاء هكذا عبثًا، بل عرّت ذراعًا هشة لإيران، وأرسلت رسالة أن كل حصون الوكلاء أوهن من بيت عنكبوت.


أما اليمن، فبقي ساحة مكشوفة، يتاجر بها الخارج، وينزف فيها الداخل. وبينما يتصارع الكبار على الطاولة، يظل اليمن -كعادته- هو الساحة الرخيصة، والدم اليمني هو العملة الأسهل للتبادل.


وفي ظل هذه المعمعة، لم يربح اليمني البسيط الكادح شيئًا، لكنه طُرد من المستشفيات ليفرشها الحوثي لصرعاه، و نُهبت أمواله باسم "المجهود الحربي"، زُج بأبنائه إلى جبهات عبثية، بينما الخارج يساوم بالخراب، والحوثي يحرس كهنوته بالدمار.


لم يعد أحد قادرًا على إنقاذ اليمن من الخارج. وبالتأكيد لن يحررك من يراك ورقة مساومة، ولن يحميك من يبيع دمك في المزاد. وحدهم اليمنيون من يقررون، إما أن يكتبوا تاريخهم بأيديهم، أو يُكتب بدمهم وهم غائبون.


اليمن لن يُنقذ إلا حين يقرر اليمني أن ينقذ نفسه من ذيول إيران، وما دون ذلك فانتظروا وطنًا يُمحى من الخريطة.