آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-02:10ص

الحوثي.. مشروع خراب لا دولة.. لا صوت يعلو فوق صوت معركة استعادة الدولة

الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - الساعة 12:00 ص

خالد علاية
بقلم: خالد علاية
- ارشيف الكاتب


منذ أن أطل الحوثي بمشروعه الكهنوتي على اليمن، لم نرَ إلا الموت والدمار والخراب. هذه العصابة المأزومة لم تأتِ بخبز للمواطن ولا أمن لليمن، بل جاءت لتنهب وتقتل وتزرع الألغام في الأرض والعقول، ولتفرض وصايتها السلالية على شعب أبيّ رفض الوصاية منذ ثورة سبتمبر الخالدة.


اليمن، اليوم، لا يحتمل ترف الخلافات أو الانشغال بمعارك جانبية. المعركة الكبرى واضحة وضوح الشمس: إما أن نستعيد دولتنا، أو نتركها نهبًا لعصابة طائفية جعلت من الوطن مزرعة ومن الشعب رهائن. الحوثي لا يعرف منطق الدولة ولا يحترم عقدًا اجتماعيًا، هو مجرد مشروع استعباد يتدثر برداء الدين كذبًا وزورًا.


ولأن التاريخ لا يرحم، فإن مسؤولية كل يمني حرّ أن يقف وقفة رجل واحد في وجه هذا الكهنوت. لا مجال للحياد، ولا عذر لمن يتفرج. فاليوم الذي يسكت فيه الأحرار عن مقاومة الحوثي، هو اليوم الذي يُكتب فيه على اليمن الاستسلام والعبودية.


لقد عشنا وعود الحوثي الكاذبة، سمعنا خطبه الفارغة، ورأينا بأعيننا كيف حوّل البلاد إلى سجن كبير، وكيف صادر أرزاق الناس ورواتبهم، وكيف زجّ بآلاف الأطفال إلى جبهات الموت. أي مشروع هذا الذي يفاخر بدماء الصغار ودموع الأمهات؟ أي مستقبل يمكن أن يُبنى على ألغام الموت التي يزرعها الحوثي في الطرقات والقرى والبيوت؟


المعركة معه ليست سياسية فحسب، بل وجودية ووطنية. فهي معركة هوية: إما أن نكون يمنيين أحرارًا في ظل دولة جمهورية، أو نُحكم بالعصا والسلالة والولاية. ولهذا فإن وحدة الصف الجمهوري لم تعد خيارًا للنقاش، بل واجبًا وطنيًا لا يقبل التأجيل. كل صوت يتفرع بعيدًا عن هذه المهمة المقدسة، إنما يخدم الحوثي سواء بقصد أو بغير قصد.


أما إعلامنا، فواجبه أن يكون سلاحًا لا يقل أهمية عن البندقية. علينا أن نكشف للعالم جرائم الحوثي، وأن نفضح مشروعه في الداخل والخارج، وأن نحصّن وعي الناس من سموم دعايته. الحوثي يتغذى على الشائعات وعلى تضخيم الخلافات، فإذا وجد صفًا موحدًا ووعيًا يقظًا، سقطت دعايته قبل أن تسقط متاريسه.


إن اليمنيين الذين أطاحوا بالإمامة قبل عقود، قادرون اليوم على إسقاط نسختها الجديدة مهما حاولت التزيين والتجميل. هذه المعركة ليست معركة جبهة هنا أو مدينة هناك، إنها معركة كل بيت يمني يتطلع إلى غدٍ آمن، كل أب يحلم بمستقبل كريم لأطفاله، وكل أم أنهكتها دموع الفقد والخوف.


الخلاصة التي يجب ألا تغيب: لا صوت يعلو فوق صوت مواجهة الحوثي. لا مجال للمجاملة أو التردد. فإما أن نكون على قدر هذه اللحظة التاريخية ونستعيد جمهوريتنا ودولتنا، أو نترك الحوثي يجرنا إلى هاوية لا قرار لها. والتاريخ سيسجل أن اليمنيين الأحرار لم يستسلموا يومًا، وأن مشروع الكهنوت مصيره الهزيمة مهما طال الزمن.