يا دعيّ الاصطفاء الإلهي، يا من جعلت من نفسك صنمًا جديدًا في زمن الحرية، ووالله لو كنتَ في عهد رسول الله ﷺ لجلستَ بجوار أبي لهب وأبي جهل، تحمل نفس العقلية المتكبرة، رافضًا المساواة، حاقدًا على العدالة، ومتمسكًا بالباطل لأنك لا ترى نفسك سيدًا إلا إذا كان اليمنيون عبيدًا.
تزعم أنك “مختار من الله”، وأن لك حقًّا إلهيًّا في رقاب الناس، بينما الإسلام جاء ليهدم هذا الوهم من جذوره، جاء ليقول للناس جميعًا:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
فأنت ترفض أن تكون يمنيًّا مثل بقية أبناء اليمن، ترفض الديمقراطية والحرية، ترفض المساواة، وتصرّ أن تعيش فوق الناس كأنك سيد وهم عبيد. وهذه ليست إلا جاهلية أشد قبحًا من جاهلية قريش.
أتدري ما مصيرك؟! هو مصير من سبقك من المتكبرين.
فأبو لهب كان عم النبي ﷺ، أقرب الناس إليه نسبًا، ومع ذلك قال الله فيه:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد: 1].
لم ينفعه نسبه، ولا ماله، ولا مكانته، بل صار آية في الذل والخزي. وأنت تسير اليوم على خطاه خطوة بخطوة.
تبيع اليمن لإيران، وتستقوي على شعبك بالصواريخ والشعارات الكاذبة، بينما في داخلك ذلّ التبعية وخيانة الانتماء. ترفع شعار "الموت" وأنت في الحقيقة سبب الموت، ترفع شعار "الكرامة" وأنت لا تعرف الكرامة، تتحدث باسم "آل البيت" وأنت أبعد ما تكون عن هديهم وأخلاقهم.
يا عبد الملك، اعلم أن الناس لم يعودوا عبيدًا كما تظن، ولن يخضعوا لسرابك.
اليمنيون اليوم أكثر وعيًا، وأكثر إدراكًا أن مشروعك هو مجرد عبودية جديدة بثوب ديني ممزق. وستسقط كما سقط كل من قبلك ممن توهّموا أنهم فوق الناس، ويبقى وعد الله الحق:
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139].
وأخيرًا …
أنت لست سيدًا لليمن، بل عارٌ عليها.
لست من آل البيت بحق، بل امتدادٌ لنهج أبي لهب.
وسيكتب التاريخ اسمك بجانب أبي لهب في صفحات اللعنة والعار، لا بجانب آل البيت في صفحات النور والمجد.